عضوية لبنان في مجلس الأمن تمنع إسرائيل من خوض المغامرات

نبهّت قيادات سياسية فاعلة الى ضرورة أن تدرك لجنة صياغة البيان الوزاري الانعكاسات التي قد تكون سلبية على لبنان اذا استمر تعثر التسوية في الشرق الأوسط بسبب تعنّت رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتنياهو لعدم تجاوبه مع طلب الرئيس الاميركي باراك أوباما وقف الاستيطان شرطاً لمعاودة المفاوضات على المسار الفلسطيني – الاسرائيلي أولاً، على ان يتبعه المساران السوري واللبناني.
ودعت الى التحسب ووضع خطة وقائية لحماية البلاد من شظايا المواجهات العسكرية الواقعة في المنطقة او المتوقع وقوعها، كالتي اندلعت بين السعودية والحوثيين اليمنيين الذين تسللوا الى اراضيها من اليمن. وأعربت عن تخوّفها من ان تشنّ اسرائيل عدواناً جديداً على لبنان مستهدفة المؤسسات، ولا سيما الحيوية منها، وليس فقط "حزب الله" وفق التهديدات التي يطلقها المسؤولون السياسيون والحكوميون والضباط الكبار.وأشارت الى أن لبنان، الذي سيكون ابتداء من كانون الثاني المقبل عضواً غير دائم لدى مجلس الأمن، يمكنه تحصين وضعه عبر شبكة أمان دولية لها القدرة على منع الدولة العبرية من الاقدام على أي مغامرة جديدة عليه، خصوصاً أن الحدود الدولية هادئة منذ 2006 إثر إعلان مجلس الأمن وقف الاعمال العدائية بعد 33 يوماً من القتال.ولفتت الى أن الاداء الخارجي الذي اتبعته الحكومات السابقة لم يمنع تل أبيب من الاستمرار في خرق قرارات مجلس الأمن ذات الصلة، ليس فقط بانتهاك السيادة الجوية بل أيضاً بتوجيه قذائف صاروخية من عيار 155 ملليمتراً على اي صاروخ يطلق عليها من الاراضي اللبنانية. وترفض دعوة الأمين العام للامم المتحدة بان كي – مون الى التريث لكشف هوية الجهة التي تقف وراء هذا العمل نتيجة لتحقيق مشترك من الجيش وقوة "اليونيفيل".ورأت ان النهج الديبلوماسي الرسمي المتبع في مواجهة اسرائيل اثبت فشله، من دون أن يعني ذلك التصدّي العسكري، بسبب التفوق في التجهيز والاسلحة الحديثة التي يملكها الجيش الاسرائيلي. وثمة نمط رتيب يتكرر مع كل خرق للقرار 1701 بتوجيه رسالة عن تفاصيله الى الامين العام للمنظمة الدولية والى رئيس مجلس الأمن وتوزيع المعلومات كوثيقة على اعضاء المجلس.
وطرحت أسلوباً جديداً يمكن اتباعه مع دول صديقة للبنان وذات ثقل عالمي واعضاء دائمة وغير دائمة لدى مجلس الامن بهدف تغيير التعامل الدولي مع اسرائيل لوضع حد لممارساتها ضد لبنان، فهي تلتقط يومياً صوراً لتحركات معينة من خلال طيرانها الحربي في الاجواء اللبنانية. كما أن الممثل الشخصي للأمين العام للامم المتحدة مايكل وليامس لفت الى ان تحليق الطيران الاسرائيلي فوق منطقة عمليات القوات الدولية او تسيير طائرات استطلاع في الاجواء نفسها هو رصد لجنودها وضباطها، كما ان زرع شبكات تجسس ليس فقط في الجنوب بل داخل بعض المؤسسات الرسمية الأمنية والعسكرية هو خرق للسيادة اللبنانية وللقرار 1701، لأن تصرفات تل أبيب تضع لبنان تحت الرقابة على مدار الـ24 ساعة.
ولاحظت أن فرص السلام في المنطقة كما يريدها الرئيس الاميركي تبدو غير قريبة التحقيق، واستندت الى معلومات تلقتها من الخارج مفادها ان اللقاء الذي عقده الرئيس الاميركي مع نتنياهو كان عاصفاً، تخلله "عتاب قوي لأوباما على تمسكه بموقفه من وقف الاستيطان ورفض ما سمعه من نتنياهو عن استعداده لمعاودة التفاوض مع الفلسطينيين ما دامت الفصائل لم توحّد موقفها. وقد رفض اوباما ذلك لانه اعتبره نسفاً لنتائج المفاوضات التي أجريت حتى الآن، سواء في الولايات المتحدة او في أنقره. وانعكت الخلافات الحادة بين الرجلين منعاً لوسائل الاعلام من تغطية هذا اللقاء في البيت الابيض مطلع الاسبوع.

وقللت من أهمية لقاء الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي نتنياهو في باريس لجهة تعديل موقف الأخير من موضوع الاستيطان، وقالت انه "كان ناجحاً اعلامياً اذ بدا الرجلان أمام عدسات التلفزة مبتسمين فقط من دون اي نتيجة عملية تساعد على معاودة المفاوضات في ظل الدور الذي يرغب في الاضطلاع به الرئيس الفرنسي في هذا المجال بعدما اعتبر ان واشنطن لم تستطع احداث التقدم الذي وعد به اوباما وتم التعويل عليه من فرنسا ودول اخرى، لكن لم تبرز أي نتائج بعد..........

شكرا لك