منتديات بلدة معركة

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


اخبار بلدة معركة

اخبار الاجتماعية

متفرقات من لبنان

الاخبار الرياضية
منوعات
التصوير الفوتوغرافي

مواضيع الاسلامية

علوم وتكنولوجيا

مواضيع صحية

مقالات

مكتبة البرامج

مطبخك



    الرئيس السوري: بكّير على زيارة جنبلاط لدمشق

    avatar
    زائر
    زائر


    الرئيس السوري: بكّير على زيارة جنبلاط لدمشق Empty الرئيس السوري: بكّير على زيارة جنبلاط لدمشق

    مُساهمة من طرف زائر 2009-12-18, 9:24 pm

    «لو لم أكن أريد علاقات جديدة مع سوريا، لما قرّرت أن أكون رئيساً للحكومة»، يقول سعد الحريري. وهو يعبّر بموقفه هذا عن مغزى نظرته إلى علاقته الأولى ـــــ وليس الجديدة ـــــ بسوريا التي لم يعرفها قبلاً. يعبّر ذلك أيضاً عن أحد أبرز دوافعه للوصول إلى رأس السلطة الإجرائية، حين ربط نجاحه في الحكم الذي يمارسه للمرة الأولى بعلاقة جيدة مع سوريا تقلب صفحة كل ما قيل أو رافق المرحلة الممتدة من 2005 إلى 2009. يستعجل الرجل الزيارة ويريدها. كذلك سوريا. ومهّد لها، بعد إقرار البيان الوزاري معدّلاً ومهذّباً حيال كل ما يسترضي دمشق بأن جعل علاقات البلدين أخوية، لا نديّة، بدعوة من بعض غلاة معاونيه إلى تخفيف نبرتهم العالية والحادة ضد سوريا. فعلت وسائل إعلامه الأمر نفسه وهي تنحو بهدوء في وجهة مختلفة، وأكثر استيعاباً لموقف جديد من النظام السوري. ينطبق ذلك أيضاً على بعض نواب تيار المستقبل. فصل الحريري بين الزيارة المحسومة والاستنابات القضائية رغم امتعاضه منها، دون أن يجهر بذلك. مع هذا بلغ إليه أن في وسعه اصطحاب مَن يشاء من معاونيه إلى دمشق، بمَن فيهم مَن وردت أسماؤهم في الاستنابات، دون أن يتعرّض لهم أحد هناك سواء تبلغوها رسمياً أو لا. كان رأي دمشق أنها لا تستطيع تجاهل موقف قضائها، ولا إهمال مراجعة اللواء الركن جميل السيد محاكمها. لم يكن في إمكانها تأجيل الاستنابات إلى ما بعد زيارة الحريري لها، كي لا يُفهم ذلك إخفاقاً لزيارة رئيس الحكومة. هو إذاً بالنسبة إليها الوقت الملائم.
    هكذا استمرت الاستنابات القضائية، واستبعد الحريري ودمشق على السواء تأثيرها على الزيارة.

    لكن موقف دمشق من الزيارة يلاقي الوجهة الجديدة التي اختارها الحريري، تبعاً لمعطيات مصدرها العاصمة السورية كالآتي:
    1 ـــــ لا تنظر سوريا إلى الحريري كما لو كان صنيعتها، شأن عدد لا يحصى من الرؤساء والوزراء والنواب والزعماء والسياسيين الذين تقلّبوا في مناصب رسمية، بعضهم لا يزال حليفاً، والبعض الآخر تنكّر لها وانتقل إلى معاداتها، وهذا البعض هو اليوم على أبواب العودة إلى ما كان عليه. الحريري هو صنيعة ما أفضى إليه اغتيال والده الرئيس الراحل رفيق الحريري، فوقع في قلب دوّامة تداخلت فيها المشاعر الشخصية بالعداء السياسي، وانضم إليها ضغط دولي استهدف سوريا من خلالها، ناهيك بمواقف أفرقاء لبنانيين مناوئين لسوريا تكتّلوا في قوى 14 آذار. ومع قليل من الخبرة والمراس والإلمام بتناقضات اللعبة الداخلية وتوازن القوى الإقليمي، لم يسع الحريري إلا أن يكون رأس حربة المواجهة مع سوريا مذ وجّه إليها تهمة اغتيال والده.
    لم يكن في أي حال أول مَن وجّه الاتهام بعدما سبقه إليه رئيس الحزب التقدّمي الاشتراكي النائب وليد جنبلاط وقوى 14 آذار. ولأنه عدّ نفسه صاحب الحقّ الشخصي، قال الحريري ذات يوم لبعض أصدقائه بعد ذكرى 14 آذار 2007، رداً على احتمال زيارته دمشق، إنه لن يذهب إليها إلا للإتيان برأس الرئيس السوري بشّار الأسد لشنقه في بيروت. بعد انتخابات 2009، وذهاب العاهل السعودي الملك عبد الله إلى دمشق، بات لزاماً على الزعيم السنّي تعديل خياراته. وهو عندما يتوجه إلى سوريا يرمي وراء ظهره كل ما رافق الأعوام الماضية.
    2 ـــــ تتصرّف دمشق حيال الحريري على أساس أنها تخطت كل ما قاله فيها بين 2005 و2009، وتقول إنها «صفحت»، في حين أنها لم تصفح عن الكمّ الكبير من الإهانات التي كالها جنبلاط لرئيسها. وإذ بدت زيارة رئيس الحكومة وشيكة، فإن زيارة الزعيم الدرزي لها لا تزال مستبعدة. فوتح الأسد في الأمر ورفض، واعتبر أن الأوان لم يحن بعد تبعاً لعبارة «بكّير». لم يوحِ بإيصاد الأبواب تماماً في وجه المصالحة مع جنبلاط في وقت ما. لكن هذا الوقت ليس وشيكاً. يتقاطع هذا الموقف مع رغبة الزعيم الدرزي في زيارة دمشق وجهود يبذلها لحصولها. وهو يعوّل على ما يعتبرها الواسطة الأكثر قدرة على إيصاله إلى هناك، عندما قال في أحاديث خاصة إنه وضع زيارته العاصمة السورية بين يدي الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله الذي يحظى بتقدير الرئيس السوري واحترامه.
    ينقض هذا الموقف ما شاع من أن جنبلاط يتكّل على صديقه الوحيد الباقي من الإدارة السورية السابقة للبنان، العماد الأول المتقاعد حكمت الشهابي، لشقّ الطريق إلى مصالحته الأسد. واقع الأمر أنه لا يسع أي سوري أيّاً يكن، التوسّط لشخصية أياً يكن حجمها لدى الرئيس السوري بعدما أشبعته شتماً. عاد الشهابي إلى دمشق قبل شهرين واستقر فيها، واستقبل مسؤولين أمنيين كباراً هم في صلب القيادة الحالية تعبيراً عن تطمينه إلى أنه يحظى برضى النظام عليه.
    منذ البداية اختار الشهابي أن لا ينضم إلى نائب الرئيس عبد الحليم خدّام ووزير الداخلية اللواء الركن غازي كنعان للانقلاب على نظام الأسد. قال لخدّام عندما فاتحه خارج سوريا بإمكان الانضمام إليه، في خضم تأليف جبهة الخلاص الوطني مع الإخوان المسلمين، إنه لا يريد المشاركة في هدم نظام ساهم في بنائه أعواماً طويلة. قال أيضاً إنه عاش في سوريا ويريد أن يموت ويُدفن فيها. انتهى الأمر بخدّام مُهملاً في باريس ملاحقاً وعاجزاً عن تجديد جواز سفره السوري، ومحاصراً بتطور ملموس للعلاقات الفرنسية ـــــ السورية ألزمته وقف التعرّض لنظام بلاده، وتنصّلت منه السعودية. أما كنعان فانتهى به الأمر منتحراً في مكتبه.

    عاد الشهابي، أقوى رجال نظام الرئيس حافظ الأسد رئيساً للاستخبارات ثم للأركان العامة الذي احتاج خدّام دائماً إلى قوته ونفوذه، إلى دمشق كي يمضي فيها تقاعده وشيخوخته.
    بذلك، وفق ما يقال في دمشق، لا وساطة لجنبلاط من داخل سوريا. القرار في يد الأسد على نحو ما أفصحت عنه مستشارته الإعلامية والسياسية الوزيرة بثينة شعبان بقولها إن الرئيس هو مَن يقرّر استقبال أو عدم استقبال جنبلاط.
    أمر الحريري مختلف تماماً. ليس كجنبلاط ابن المطبخ السوري. سترحب به دمشق عندما يزورها وتحتفي به، وستحرص على إبراز هذه

    الرئيس السوري: بكّير على زيارة جنبلاط لدمشق
    لا دعوة رسمية ولا سجاد أحمر ولا جدول أعمال الآن
    الحفاوة. ولكن لا دعوة رسمية ولا مظاهر استثنائية. ولا سجاد أحمر على طريقة استقبالها العماد ميشال عون في 3 كانون الأول 2008.
    3 ـــــ على وفرة ما يقال من أن زيارة رئيس الحكومة لدمشق مرتبطة بجدول أعمال محدّد هو مبرّر حصولها، تنحو في وجهة مختلفة كلياً. جدول الأعمال يأتي في مرحلة لاحقة تلي تعارف الأسد والحريري. بذلك لن يُراد من الزيارة الأولى إلا اكتشاف كيمياء علاقة ما بين الرجلين. تمرّس الرئيس السوري قبل انتخابه منذ عام 1998، ثم بعد انتخابه منذ عام 2000 بملف لبنان وعلاقات البلدين، بينما يدخلهما الحريري للمرة الأولى رئيساً للحكومة سيجلس في ما بعد إلى طاولة تفاوض لا مكان فيها للشعارات التي رافقت مهرجانات قوى 14 آذار بين أعوام 2005 و2009.
    ورغم أنهما في سنّ متقاربة، وكلاهما شابٌ ممّا يجعلهما وليدي جيل واحد، فإن كلاً منهما يحتاج إلى اكتشاف الآخر أولاً بعد مواجهة الحقبة الماضية، والتحقق من مساحة تفاهمهما في المستقبل. بذلك لن تتوخى المقابلة الأولى إلا بناء العلاقة الشخصية بينهما، وقد استغرقت بين الأسد الأب والحريري الأب قرابة 15 عاماً قبل أن يصبح الأخير رئيساً للحكومة اللبنانية.
    لكن ذلك يشير أيضاً في دمشق إلى أن العلاقات اللبنانية ـــــ السورية يفاوض فيها رئيسا الدولتين، ويناط برئيسي الحكومتين، ومن خلالهما الوزراء المعنيون، ترجمة ما يكون قد اتفق عليه سليمان والأسد. وهو فحوى خلو زيارة الحريري من جدول أعمال سياسي، وأن ملف علاقات البلدين لا يزال بين يدي رئيسي الدولتين،
    4 ـــــ يدرك رئيس الحكومة أن مفتاح نجاحه في مجلس الوزراء، وفي ممارسة الحكم واستقرار حكومته، يكمن في علاقة متينة مع سوريا وحزب الله. كان الحريري قد تنبّه لهذه الخلاصة في اليوم الأخير من مناقشة البيان الوزاري لحكومته ونيلها الثقة في 10 كانون الأول، عندما قال لنائب حزب الله محمد رعد، وهو يتلقى تهنئته بالثقة، إنه يشكر الحزب على منحه إياها، ويقدّر عدم اتخاذه أي ردّ فعل في البرلمان بعد عاصفة الانتقادات، الحادّة في معظمها، التي أطلقها نواب تيّار المستقبل وحلفاؤه من سلاح المقاومة. قال الحريري لرعد أيضاً إنه يرغب في إكمال تعاونه مع حزب الله في المرحلة المقبلة، وطلب نقل تحيته إلى أمينه العام، آملاً أن يجتمعا مجدّداً في وقت قريب لاستكمال مناقشاتهما.

    واقع الأمر أن الحريري سلّم بالخيارين الأكثر إلحاحاً عند دمشق في سبيل إرساء تعاونها وإياه: تعاطيه مع سلاح حزب الله على أنه مقاومة، والعلاقات اللبنانية ـــــ السورية المميّزة.

    المجلس الأعلى... على طريق زيارة دمشق
    تحدّثت بعض المعلومات عن أن الترجمة التالية لزيارة رئيس الحكومة سعد الحريري دمشق، هي انعقاد المجلس الأعلى السوري ـــــ اللبناني، للمرة الأولى منذ آذار 2005، لمناقشة علاقات البلدين، وبحث ما يمكن تعديله من الاتفاقات الثنائية التي كانت مدار جدل بين مسؤولي البلدين.
    ويتمسّك الرئيس بشّار الأسد بالمجلس الأعلى إطاراً وحيداً منظّماً للعلاقات اللبنانية ـــــ السورية، من غير أن يصدر موقف رسمي لبناني منذ 26 نيسان 2005 حتى اليوم يقول بإلغاء المجلس. وفي ذروة سيطرتها على السلطة الإجرائية، لم تقدم حكومة الرئيس فؤاد السنيورة على طرح الموضوع على مجلس الوزراء. بدوره رئيس الجمهورية، ميشال سليمان، لم يقل مرة بالإلغاء، ولا اتخذ الحريري موقفاً مشابهاً. فضلاً عن أنّ سوريا تعتقد بأنّ المجلس الأعلى، ومن خلاله معاهدة الأخوة والتعاون والتنسيق، يجسّدان العلاقات المميّزة التي نصّ عليها اتفاق الطائف

      الوقت/التاريخ الآن هو 2024-11-22, 7:52 pm