الحريري يتفاجأ، ونوابه يخرقون التعميم

وكأن رئيس حكومة "الإنماء والتطوير" سعد الحريري كان يعرف جيداً أن الكثيرين من نواب كتلته وتكتله سيعتمدون لهجة تصعيدية ضد التيار الوطني الحر وحزب الله، في الجلسات المخصصة لمناقشة البيان الوزاري في المجلس النيابي، لذلك عمّم مسبقاً على الجميع التخفيف من وتيرة كلماتهم، لكن الوقائع أثبتت بما لا يقبل الشك أمراً من إثنين: الأول هو أن كلمة رئيس تيار المستقبل باتت غير مسموعة بالنسبة الى الكثيرين من النواب المستقبليين وكذلك من أعضاء كتلة لبنان أولاً. والثاني هو أن مشكلة كبيرة مع جماهير هؤلاء فرضت عليهم تضمين خطاباتهم عبارات تذكر بأحداث السابع من أيار وخطر سلاح حزب الله وغيرها من المسائل التي تخطاها الحريري نفسه.
الأمر الثابت في هذا الموضوع هو أن نواب الحريري السُنّة التزم بعضهم نداء رئيسه، والبعض الآخر حاول قدر الإمكان على رغم عدم إقتناعه بذلك، بينما التصعيد الكلامي جاء مسيحي بإمتياز وتحديداً من نائب رئيس المجلس النيابي فريد مكاري والنائب البيروتي نبيل دو فريج.
وفي هذا الإطار يكشف نائب في كتلة المستقبل أن رئيس الحكومة إنزعج وتفاجأ من كلمات هؤلاء التي سببت له بعض الإحراج خصوصاً وأنه طوى صفحة الماضي وقرر التلاقي مع العماد ميشال عون وحزب الله كل ذلك لأنه أدرك أن التباعد بين الأفرقاء اللبنانيين لم يعد مفيداً اليوم لذلك لا يجب الدخول بعد اليوم بسجالات كلامية غير مجدية". الحريري وبحسب النائب المذكور لاحظ التجهم الذي برز على وجوه نواب التغيير والإصلاح والوفاء للمقاومة الذين إعتبروا أن هذه الرسائل السياسية في غير محلها، فأوعز مجدداً خلال الجلسة الى صقوره النواب وقف هذه الحملة ضد التيار الوطني الحر وسلاح المقاومة لأسباب عدة، أبرزها التسريع في الجلسات للإنتهاء ونيل الحكومة الثقة، إضافة الى عدم خلق أجواء مشحونة داخل القاعة العامة.
النائب المقرب من الحريري يشير في المقابل الى أن "لبعض هؤلاء النواب أفكارهم ومواقفهم التي تتلاءم مع تمثيلهم لمناطقهم وفي الوقت الذي يلتزم الكثيرون بالسقف المحدد لنا من قيادة التيار هناك من يشذون عن هذه القاعدة".
عتب الحريري على بعض نوابه لا يشمل بحسب المعلومات المتوافرة حلفاءه الذين خلقوا لأنفسهم حيثية معينة ومنهم النائب خالد الضاهر، كذلك تنفي المصادر عينها أي عملية توزيع أدوار يمكن أن يكون الحريري أشرف على توزيعها بين نوابه طالباً من البعض الإلتزام بتعميمه وفي الوقت عينه من البعض الآخر التصعيد.