الشهيد ألقائد محمد سعد أحد قادة المقاومة

بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على أشرف الخلق سيدنا ونبينا أبا القاسم محمد(ص) وعلى آله الطيبين الطاهرين....
في مثل هذا اليوم ولد الشهيد ألقائد محمد سعد أحد قادة المقاومة في 5 تشرين الثاني 1956 ميلادية ....
الشهيد القائد محمد سعد من بلدة معركه الجنوبية قضاء صور بقي فيها حتى أنتقاله إلى ألمؤسسة وظل يتردد إليها طيلة حياته.نشأ في بيت متواضع جدا",لم يتسع لعائلة كبيرة وكلهم صغار وقريب من المسجد,كان كثيرا"ما يتردد إليه مع صبية ألحي للصلاة,والده ينظم الشعر الزجلي والخليلي له عدة كتب.بدأ الشهيد تعلمه في مدرسة البلدة الرسمية فكان ذا سيرة حسنة طوال الفترة التي أمضاها فيها.وعندما أنهى ألمرحلة ألابتدائية أنضم إلى صفوف مهنية جبل عامل في البرج الشمالي.
وقد كانت ولادته شبيهة بيوم إستشهاده,أطل على الدنيا في يوم عاصف بارد مثلج والريح تحاصر البيت الصغير,والبرق يخطف الابصار,وألرعد يصم ألاذان فيرتعش كل أبناء ألحي.شبيه يوم أستشهاده بيوم ولادته رحل إلى ربه مع كوكبة من غخوانه في عرس مهيب,والقصف والرعد والدخان الكثيف المتصاعد من الحسينية التي هوت إلى الارض هو من صنع الانسان المتكبر الحاقد,شباب كانوا على سطح الحسينية تعالو في الجو فهووا إلى الارض,شباب عاهدوا الله فوفوا بعهدهم فتمزقت أجسادهم وتناثرت في ألاجواء قطعا" قطعا". غنه يوم 4 أذار1985 وما بين الولادة والاستشهاد قامت مقاومة كان محمد سعد أحد مؤسسيها وقائدا" فيها أثمرت نصرا" عزيزا" أقل مثيله في هذا العصر.
كانت طفولة الشهيد نمت وترعرعت بين أطفال ألحي بل أطفال ألقرية,فلمست بيدها,ورأت بعينها مظاهر الطبيعة,فأنست بمناظر ربيعها,وشمت ورودها وأزاهيرها ولاحقت عصافيرها وفراشاتها,وتسلقت جبالها.ولنقارن بين موقف طفولة ألشهيد عندما يتركه والده وحده في الحانوت وبين موقفه يوم أمتلك ألمسؤولية ألمالية لحركة أمل في ألجنوب,أو يوم كانت ترد عليه ألاموال في أيام ألمقاومة.في ألحانوت يمكن أن يخبأ بضع ليرات لأنه وحده فيه وليس عليه رقيب,لكنه كان يقول لوالده عندما يعود إليه:أعطني ربع ليرة لأنه تعلم أن ألسرقة حرام,كذلك أيام ألمقاومة وغيرها.كان يمكن أن يعمل لصفقات ألمالية ويجني الأموال ألوفيرة لكنه لم يستغل موقعه لأنه يؤمن بقضية.لا شك أن هذا الموقف وما فيه من مشقه وتضحيه لهو من تأثير الأمام الصدر الذي ولد أي ألشهيد مع مجيء ألأمام الصدر إلى لبنان وكلما توسعت نشاطاته كان ألشهيد يكبر ويرى أو يسمع بهذه الشخصية ألمباركة إلى أن ألتحق في مؤسسة جبل عامل ولاحظ معظم نشاطاته ألأجتماعية وألفكرية وألسياسية وتنقلاته في جميع المناطق البنانية مصلحا" ومربيا" ومحاورا" من خلال محاضراته وخطبه التي أدت إلى إقامة علاقة أخوية مع كثير من ألناس.
أقواله:نحن قوم نعشق الشهادة كعشقه للحياة.
شعارنا واضح فإنما أن نجبر العدو على الأنسحاب ونحقق ألنصر أو نموت فنفوز بالشهادة وليس أمامنا من خيار ثالث.
نريد أن نقاوم.ليست دماؤنا افضل من ألحسين(ع) وكل ألشهداء والمجاهدين.
أن تحرير أرضنا من ألاحتلال ألاسرائيلي يحتاج إلى صبر وصمود ومواجهة وبذل دماء.
الان بدأ الرفض ألحقيقي للاسرائيلين وبدأ ألعصر ألحسيني.
الحملة المدنية التي قام بها الشهيد مع أخوة له في المقاومة:
إن المجتمع اللبناني بعد الاجتياح الاسرائيلي عام 1982 ورغم المواجهات البطولية التي خاضها أبناء الامام الصدر في خلدة كان مجتمعا" منهزما" خائفا" لا يعلم افاق المرحلة المقبلة في ظل وجود الكيان الاسرائيلي الغاصب فكان لا بد من التحرك لآن الخميرة والارث المقاوم لمواجهة المحتل في جبل عامل جذور الارز والسنديان,فقد حاول الشهيد القائد محمد سعد إستغلال الفرص والمحطات المدنية لتعبئة الناس ضد الاحتلال وكشف زيف طروحاته ومخاطره, فكان أول تحرك شعبي دعت إليه حركة أمل هي التظاهرة الشعبية التي اقيمت في ذكرى تغييب الامام الصدر في 31 آب 1982 إي بعد الاجتياح بأقل من شهر كانت اول تظاهرة شعبية ضد الاحتلال رفعت خلالها شعارات اطلقها الامام الصدر ضد إسرائيل وابرزها إسرائيل شر مطلق والتعامل معها حرام وأطلقت هتافات مماثلة فيها حمل يومها محمد سعد على الاكتاف وأطلق هتافات معادية لأسرائيل,وعن ذلك كتبت الصحف: أول تظاهرة ضد الأحتلال في الجنوب, والجنوب يشتعل نارا" في مواجهت الاحتلال.
ويروى احدهم ان ضابطا" إسرائيلي ارسل مجموعة من كبار السن إلى محمد سعد ليقولو ان الحاكم العسكري مع المسيرة من اجل الامام الصدر ولكنه لا يسمح بالشعارات ضد إسرائيل وضد الحاكم العسكري فرد الشهيد محمد سعد قائلا" لااستطيع ان افصل بين الامام الصدر والمقاومة ضد الاحتلال. بعد هذا اليوم التاريخي المشهود في مدينة صور أطلق الشهيد محمد سعد سلسلة تحركات مدنية ابرزها: مجلة الحائط في المدارس والدعوة إلى الالتزام الديني ومحاربة بيوت الخمر والميسر وقاطعة البضائع الاسرائيلية لانه كان يعتبر ان السلاح القاتل لاي حركة مقاومة هو الانحراف والخمر وغيرها من ادوات الابتعاد عن قضايا الناس الحقيقية.
إحياء المناسبات:
بدأ الشهداء القادة تحركهم مع طلاب المدارس باحياء المناسبات الوطنية والدينية وإقامة المهرجانات....وغيرها وفي مقابل هذا التحرك كان للعدو عدد من العملاء الذين راحوا يضايقون محمد سعد واخوانه فكان يحذر منهم ويعتبرهم اخطر من العدو والاحتلال وكان يقوم العدو بالاعتقالات وحصر الاهالي بالتصاريح للتجول كل هذه التدابير كان الشهيد محمد سعد يرد عليها بسلسلة تدابير من خلال الاعتصامات الدورية منها في بلدة الحلوسية وقد كان يشارك فيها الشيخ راغب حرب. وقد جعل الشهيد محمد سعد من هذا الاهتمام حالة تعبوية مدنية طالت كافة المدن والقرى والمدارس حيث وضع يومها برنامج حضور الاعتصام لكافة هيئات المجتمع المدني.
الحملة الاعلامية :
كان الشهيد محمد سعد لا يحب الظهور الاعلامي كثيرا" لذلك فأن الشهيد محمد سعد وأخوانه كانو يعتبرون ان الكلمة الصعبة هي الكلمة التي تقال في وجه سلطان جائر وهي التي تسقط الحاجز النفسي امام العدو الذي صنع الخوف النفسي والهلع من ترسانته العسكرية, لذلك كان من اهم وسائل اعلامه المنبر فلم يترك مناسبة وحتى الامسيات الشعرية إلا وكان يحرض الناس ضد الاحتلال ويطلب منهم المقاومة كا حسب استطاعته وكانت البيانات الاسلوب الراقي في مخاطبة الناس فكان الشهيدين محمد سعد وخليل جرادي أكثر الاحيان يعمدان إلى اصدار بيانات رسمية تحمل تواقيع اسماء وهمية.
إن الشهيد محمد سعد واخوانه من الذين واكبوا قيادة المقاومة منذ العام 1982 وحتى استشهاده في 4 أذار 1985 خلال تفجير حسينية معركة .
في الختام تحية للشهيد القائد محمد سعد وإخوانه الذين صنعوا مجد هذه الامة ولولاهم لم يكن انتصار ولا تحرير. تعالوا لنتذكر قول الامام المغيب السيد موسى الصدر : إن شهداء أمل هم الفوج المعاصر للامام الحسين (ع). والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ودمتم ذخرا" للرسالة الخالدة