صباح الخير معركة

حكومةُ العدو الاسرائيلي تعلنُ عن اكبرِ عمليةِ استيطانٍ في القدس، والعربُ منشغلونَ بحربِ داحس والغبراء حولَ كرةِ قدمٍ بينَ مصرَ والجزائر البلدينِ الشقيقينِ الى درجةٍ تحولت معها المواقفُ والتصريحاتُ السياسيةُ وحتى الفتاوى الدينيةُ الى لاعبٍ اساسٍ فيها، الى هذا الدَرَكِ وصلَ حالُ الامةِ، والويلُ لأمةٍ كهذه ترمي قضاياها الكبرى وتركضُ خلفَ كرة.
وحدَه السودانُ يندبُ حظهُ فواقعةُ الاُخوةِ على ارضه، وكلُ ما لديهِ من رجالِ شرطةٍ استُنفروا للفصلِ بينَ الجمهورينِ الشقيقين، الى هذا الدرَكِ وصلت حالُ شعوبِ الامة.
للمرةِ الاولى، المشهدُ السوداويُ في محيطنا العربي لا ينعكسُ على واقعنا الداخلي، فالمقراتُ الرسميةُ الثلاثةُ شهدت ربما للمرةِ الاولى منذُ زمنٍ بعيدٍ زحمةَ عملٍ جِديٍ، والايجابيةُ والتفاؤلُ اصبحا سيدَي الموقفِ في النقاشِ حولَ البيانِ الوزاري الذي باتَ يقتربُ من خواتيمِه بحسبِ مصادرِ المجتمعينَ وحمَلَ اليومَ في مسودتهِ الثانيةِ ملاحظاتِ الجميع، وقد جاء لقاءُ المصالحةِ بين النائبين وليد جنبلاط وسليمان فرنجية ليرفعَ من المنسوبِ التفاؤلي الذي لاقاهُ الرئيسُ نبيه بري باعلانِه جهوزيةَ المجلسِ النيابي لاعطاءِ الثقةِ للحكومة قبيلَ العيد.
كلُ ذلك سوفَ يسمحُ لرئيسِ الحكومةِ سعد الحريري بالذهابِ الى دمشقَ في ظروفٍ بالغةِ الهدوءِ لا يمكنُ ان تعكرَها مزايداتُ بعضِ متطرفي الرابعَ عشرَ من اذار لا سيما اولئكَ الذين لم يَحصُدوا الا الخيبةَ من كلِ التطوراتِ السياسيةِ الداخليةِ الاخيرة