منتديات بلدة معركة

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


اخبار بلدة معركة

اخبار الاجتماعية

متفرقات من لبنان

الاخبار الرياضية
منوعات
التصوير الفوتوغرافي

مواضيع الاسلامية

علوم وتكنولوجيا

مواضيع صحية

مقالات

مكتبة البرامج

مطبخك



    ومضه بلا موسيقى.

    avatar
    زائر
    زائر


    ومضه بلا موسيقى. Empty ومضه بلا موسيقى.

    مُساهمة من طرف زائر 2010-07-13, 4:05 pm


    ومضة بلا موسيقى ...الهدهد والعظمة السحرية
    ستحضرتها كلها والهدهد بين أصابعي ، فوضعته في قفص صغير ضيفا ثمينا حتى الصباح .. فاستدركني إحساس غريب اتجاهه .. جلس أمامي كأنه يطلب مني العفو بلا ذنب أقترفه .. سألته بسذاجة ، يا هدهد هل تحمل في جسمك عظمة سحرية ؟ فأجابني وفاجأني بلغته الفصحى ، مثقف جدا يتحدث بتكتيكات نفيسة من أمثلة كليلة ودمنة ، ليس هذا فقط بل يتكلم بلغات أخرى بطلاقة


    أسمع عنها كثيرا وأنا طفل صغير في المسامرات الليلية حينما يجلس الشيوخ في حديقة والدي (رحمهم الله جميعا) ، وهي حديقة اعتنى بها كثيرا حتى صممها بأحلى الأجواء الشاعرية حسب قواعدهم التي تتناسب مع ذوقهم الفلاحي الهادئ ، وتلك الحكايات التي لا تسمح للسامع أن يرمش هدبه كي لا تفوته فارزة من السيناريو المكتوب بقلم الذكريات ، وهم يضيفون مطعمات الحداثة لتلك المصادر الموروثة أبا عن جد.. أساطير مملحة قد تكون أطيب حلاوة لصائم لم يتسحر.. فأرى تلك الجلسات غير الممنهجة بأصول الحديث، كل منهم يريد أن ينال مساحة أوسع ليتصدر عنوان اليوم بالكلام ، فيعود إلى عائلته ليسرد عليهم انتصاراته وفوزه بحلبة الحديث السردي المرتجل .. ولن أنسى واحدة من تلك الحكايات المؤثرة التي لا تبارح مخيلتي .. أتذكرها من عمي بشفتيه السميكتين وهما حبيستا تلك السيجارة المقمطة بتبغ المزبن ، لا تنـزل من منصتها إلا لتلك الأصابع الطويلة الشبيهة بمغزل جدتي الجالسة قربهم تغزل الصوف فتصحح لهم أركان أساطيرهم .. تناول عمي حكاية طير الهدهد وقيمته عظمته التي تحمل جسده ، عظمة تحمل أسرارا وسحرا تغير الأحوال حسب الطلب، ويبدل مناطيد الهواء إلى عفاريت للخدمة .. ومرت الأيام والسنين وبلا موعد فإذا بهدهد يطرق زجاج نافذتي بمنقاره الجائع ، ففتحت له الشباك بحذر ، دخل الهدهد غرفتي بإرادته .. فتذكرت حكاية العظمة السحرية من عمي عندما تدخلت جدتي لتصلح له القصة وقالت له: إن في الهدهد عظمة سحرية لا تقدر بثمن ، موجودة تحت ريشه ، فبعد أن تذبحه تستخرج كل عظامه لتضعها في نهر جار ، ستجد هذه العظمة الثمينة طافية بمفردها على سطح الماء تسبح عكس التيار .. لكنها بلا مفعول فهي لا تعمل إلا بعد إجراء بعض الطرق الروحانية المنتظمة .. أولا ترميها في بركة توجد في …… الخ ، وثانيا …..الخ، وثالثا ……..الخ ، وغيرها من القراءات والاستخدامات لمواد من أنواع البخور والماء وتفاصيل من الخطوات الطويلة والمعقدة ، لم أنس شيئا منها.. استحضرتها كلها والهدهد بين أصابعي ، فوضعته في قفص صغير ضيفا ثمينا حتى الصباح .. فاستدركني إحساس غريب اتجاهه .. جلس أمامي كأنه يطلب مني العفو بلا ذنب أقترفه .. سألته بسذاجة ، يا هدهد هل تحمل في جسمك عظمة سحرية ؟ فأجابني وفاجأني بلغته الفصحى ، مثقف جدا يتحدث بتكتيكات نفيسة من أمثلة كليلة ودمنة ، ليس هذا فقط بل يتكلم بلغات أخرى بطلاقة .. أرتجل الكلام ، ناورني حتى في مقالاتي ، كأنه أبتلعها كلها ، فاستغربت منه وسألته ، كيف تتحدث بهذا الوعي والفهم وأنت هدهد ؟ قال لي: (كنت رئيسا للبرلمان في دولة نوخيا ، تسلقت السياسة دون قصد فكنت فاشلا في دراستي التي تركتني وتسلقني الجهل وأنا في الابتدائية وأصبحت متسكعا في الشوارع اللئيمة ، صادفني ذات يوم صديق قديم من أيام الدراسة فاشل مثلي.. قال لي، تعال معي ولازمني وأترك الباقي لي.. أسسني بشهادة مزورة من مدينة مرواد ، وهي جنوب نوخيا مدينة تعمها الفوضى والفساد ، وصرت أحمل الدكتوراه في العلوم السياسية ، ثم أدخلني البرلمان حتى أصبحت متميزا بينهم فرشحت رئيسا عليهم كوني أفهمهم سنا، وذات يوم فاجأني ضميري عابسا غاضبا، فقال لي، يجب أن تموت لأنك مخادع سأعاقبك بشدة ، فقلت له هل يوجد حل أو طريق للسماح ؟ قال لي، الحل هو أن تحفظ كل العلوم ظاهرها وباطنها ، ففعلت لتمسكي بالحياة ، فجاء موعد الامتحان بعد جهد ثلاث سنين من الاجتهاد ، وكنت مطمئنا لتسلحي بالذرية المسالمة ، لكن لم يأت ضميري ، فوجئت بضمير آخر غريب يحمل صفات ليست عربية فهو ملثم بلثام يحمل ألوانا غربية كأنها مزيج من الدم والماء ، وتحته وجه أسود ، تحدث معي بثقافته فقال أنت لا تصلح للعرش ، لأنك أصبحت إشعاعيا ، فحولني إلى هدهد لأكون عبرة لكل معامل السلاح .
    صار الهدهد يبكي وأنهى عباراته الأخيرة بصعوبة من شدة البكاء ، فعبراته تجبره
    ليعيد بعضا من كلماته غير الواضحة .. صرت أبكيه دون شعور ، فتحت باب حريته مطلقا سراحه .. لكنه فضل عيش أيامه الباقيات معي ، فتبنيته وصنعت له عشا داخل مكتبتي .
    جاءتني جدتي في المنام في نفس الليلة وهي تقول يا ولدي أن قصة العظمة
    والهدهد هي خرافة ،كتبها شخص سكران يحمل حقدا لهذا الطير الرائع .. يا ولدي لا تقتل طيرا بلا ذنب) .. فنهضت من السرير مرتاح الضمير .. وجدت الهدهد يقرأ كتابا يحمل عنوان .. (العمل عبادة).
    avatar
    زائر
    زائر


    ومضه بلا موسيقى. Empty رد: ومضه بلا موسيقى.

    مُساهمة من طرف زائر 2010-07-16, 11:56 pm

    صاير اديب يا كابتن ,,,
    كلام جميل جدا"
    avatar
    زائر
    زائر


    ومضه بلا موسيقى. Empty رد: ومضه بلا موسيقى.

    مُساهمة من طرف زائر 2010-07-17, 8:41 am

    أخي العزيز علي شكراً لك على المشاركة معنا في منتدانا اي منتدى بلدتنا معركة العزيزة
    avatar
    منتديات بلدة معركة
    المدير العام للمنتدى
    المدير العام للمنتدى


    ومضه بلا موسيقى. Empty رد: ومضه بلا موسيقى.

    مُساهمة من طرف منتديات بلدة معركة 2010-07-21, 12:35 pm

    مشكور
    avatar
    زائر
    زائر


    ومضه بلا موسيقى. Empty رد: ومضه بلا موسيقى.

    مُساهمة من طرف زائر 2010-07-21, 2:02 pm

    لا شكر على واجب

      الوقت/التاريخ الآن هو 2024-05-20, 7:19 am