هل تعرف سفينة قانا اللبنانية التي استعان بها الاتراك واليونانيين لمسح شواطئها؟

لا اعمال البحث عن حطام الطائرة الاثيوبية وضحاياه انتهى، ولا فصول الفضائح المرتبطة باعمال البحث والاغاثة انتهت...

فيوماً بعد يوم تتكشف فصول جديدة وفضائح لا تحصى ولا تعد... وآخرها ما تثيره الـotv اليوم آملة في الحصول على اجابات، علّ هذه الاجابات، في حال تأمنت، تخفف من وطأة التهم الموجهة الى المسؤولين البنانيين، اقله بالتقصير، في هذا الاطار...

اسم قارب قانا قد لا يعني الكثر لعدد كبير من اللبنانيين، لذلك من المفيد العودة الى الوراء اقل من سنة، وتحديداً الى 3 نيسان 2009، يوم اقيم احتفال لمناسبة تسلم لبنان من الحكومة الايطالية هذه السفينة في حضور رئيس الحكومة يومها فؤاد السنيورة ووزيري الاشغال العامة والنقل غازي العريضي والصحة محمد جواد خليفة وعدد من الوزراء والمداراء المعنيين.

ويومها تم التعريف عن قانا على انها من احدث السفن العلمية في الحوض المتوسط وتحوي على روبوت يمكنه الغوص حتى عمق 200 متر وفي امكانه اخذ صور وعينات، بالاضافة الى كادر لبناني مدرب على استخدامه.

هذه السفينة وضعت في تصرف معهد علوم البحار في البترون، التابع لرئاسة الحكومة اللبنانية، وبما انه من الأحدث في المنطقة، استعانت به دول مثل تركيا واليونان لمسح شواطئها.

اما فجر 25 كانون الثاني 2010، ووسط هول الكارثة بعد شيوع خبر سقوط الطائرة الاثيوبية، اتصل القيمون على سفينة قانا بجهات حكومية عارضين خدماتهم للمشاركة في اعمال البحث والانقاذ، تصويراًَ وانتشالاً، فجاء جواب هذا الجهات الحكومية سلبياً اذ رفضت تدخل قانا مؤكدة ان الحكومة ستستقدم فرقاً من الخارج.

ومن هنا السؤال الاول: لماذا لم يتم استخدام هذه الامكانات اللبنانية منذ البداية، ورفض تدخل الروبوت اللبناني الذي يعمل بالأيدي اللبنانية ليتم استدعاء الروبوت الاجنبي والفرق الاجنبية للتصوير والبحث.

اما الشق الثاني من الفضيحة، فمرتبط بأمر آخر، اذ ان قانا كانت قامت في الاشهر الماضية باجراء مسح لكامل الشاطئ اللبناني، وفريق عمل قانا يملك كل التفاصيل، الا ان الجهات نفسَها التي رفضت تدخل قانا، سلمت الخرائط التي كانت رسمتها هذه السفينة للشواطئ اللبنانية الى فرق البحث والانقاذ الاجنبية علماً ان هذه الخرائط ملك الدولة اللبنانية. ومن هنا السؤال الثاني: ما خلفية هذه الخطوة؟

الفضيحة لا تنتهي هنا، فالتتمت في نقطة ثالثة، ففي 30 كانون الثاني 2010، الكل يذكر البيان الشهير لرئيس الحكومة والذي اكد ان حطام الطائرة قبالة شاطئ المنارة على بعد 10 كلم وعمق 1400 متر. يومها استند رئيس الحكومة الى تقارير الجهات الخارجية، علماً ان فريق قانا كان ابلغ، بحسب المعلومات، ان النقطة المذكورة غنية باعشاش الدلافين، وتصدر منها اصوات وذبذبات شبيهة بتلك التي يصدرها الصندوق الاسود، وهذا ما ثبت فعلاً بعدما تأكد ان ما رصد في هذه المنطقة مصدر اعشاش الدلافين... وبعد جلاء الحقيقة، هُرِّب الموضوع ولفلف كي لا يقال ان في امكان قانا العمل فلماذا ابعدوا، وهذا بحد ذاته سؤال ثالث برسم المعنيين...

اما النقطة الاخيرة من الفضيحة، فتتجلى في ان الامور تبدلت بعدما كشفته الـotv في 2 شباط الجاري عن موقع سقوط الطائرة: ففي اليوم التالي طلب الجيش الاستعانة بقانا فتدخلت السفينة وصورت المنطقة ما سمح للجيش بانتشال الجثث والصندوق الاسود واجزاء من الطائرة. ولذلك لا بد من سؤال رابع، لماذا استخدمت الفرق الأجنبية التي تتقاضى أموالاً طائلة ولم يسمح لفريق قانا بالتدخل مجاناً من اللحظة الاولى؟

اسئلة عدة برسم المعنيين، علّ الاجبات عليها تأتي في شكل واضح