كيف حصل الإنفجار

فجّر وزير الصحة موضوع كارثة الطائرة الأثيوبية حين أعلن انها «انفجرت في الجو».
واعتبر البعض كلامه «استباقاً للتحقيق»...
فأصدر بياناً يوضّح...
لكن الأمور لم تتوضّح.
«فرضية» الوزير خليفة مبنية على واقع عملي ملموس.
وتستند على حال اشلاء الضحايا التي التقطها مغاوير البحر، وهي «ممزوجة بالحديد والأسلاك الكهربائية».
وهذا دليل على انها تبعثرت قبل ان تسقط في البحر.
ولم تتحلل في الماء...
تبعثر الاجساد لا يمكن ان يحصل الا بعد انفجار جسم الطائرة.
حسبما كشف الوزير، فأحدث كلامه دوياً بحجم خطورة الإنفجار.
هل تسرّع الوزير خليفة في اعلانه؟
أم انه نطق منفعلاً، بحرية ضمير، فأعلن قناعة نابعة من لوعة من ضاق ذرعاً من الطريقة التي تتمّ فيها معالجة الأمور.
الوزير يريد ان يضع حداً لمأساة الناس، وينشد مساعدة رجال دين...
كأنه يطالب «بفتوى شرعية» لإقفال الملف.
لماذا؟
يريد ان يعود الأهالي الى منازلهم، وتخلوا باحة المستشفى، فيبتعدوا عن الإعلام.
والأهالي يريدون بقايا أحبائهم ليرتاحوا.
والأولاد يكتفون بأحذية آبائهم...
والوزير يريد ان يقفل الملف بأسرع وقت.
وهذا مستحيل.
وهو يعرف ذلك.
الملف في بدايته.
وهو شائك.
ومعقّد.
ويزداد تعقيداً.
والدولة كلها تعرف ذلك.
وتعرف ان اول جواب يطلبه الناس بات على سؤال: كيف حصل الإنفجار؟
اكيد وزارة الصحة لا تملك الجواب.
وأكيد لن يُقفَل الملف (أبداً) قبل الوصول الى الجواب المقنع