طبخة التعيينات باتت ناضجة و لكن غير معلنة ومأساة أقباط مصر تتكرر

يستمرُّ الاهتمامُ بالوضع الجنوبي. في ظلِّ انتهاكاتٍ اسرائيلية متمادية، ومناوراتٍ لبنانيَّةٍ دولية مشتركة. ويستمرُّ الترقُّبُ لنتائجِ زيارة الحريري الأخيرة الى دمشق. مع كلامٍ عن زيارةٍ منتظرة لنظيرِه السوري الى بيروت، الأسبوعَ المقبل. ويستمرُّ الاهتمامُ أيضاً، بمسار المصالحات والتطبيعات الداخلية. الأحد في الشويفات، والاثنين في الرابية. وسطَ همسٍ عن حركةٍ ناشطة على المحاورِ المسيحية المسيحية، لإحداثِ خرقٍ ما على خطوطِ بنشعي- معراب- الرابية- بكركي. لكن من دون أي شيءٍ جدي حتى اللحظة...

لكن، رغم تلك الاهتمامات كلها، يتقدم ملفُ التعيينات الى الواجهة. ويكادُ يستأثرُ بكل أحاديث الصالونات المغلقة. ولم يكنْ ينقصُه غيرُ توقُّعِ رئيس الحكومة اليوم، بأن تكونَ خواتيمُه سعيدةً وسريعة، في ظلِّ المناخ التوافقي الحاصل... وفي هذا الملف بالذات، تكثرُ الأقاويل. خصوصاً أنَّ بدايةَ التعيينات، يُرجَّحُ أن تتناولَ الأجهزةَ الأمنية. وفي هذا السياق، يؤكد بعضُ المطلعين أن اتفاقاً كاملاً قد تمَّ التوصلُ إليه. وتُعطى أسماءٌ ووقائع: فلان سينتقلُ من الوزارة الى المتحف. وفلان سيذهبُ سفيراً الى الرياض. وفلان سيُستدعى من تلك المنطقة الى القلب. وفلان سيرفَّع من بيروت الى أعلى...وصولاً الى إجراءِ مسحٍ شاملٍ لكلِّ المواقعِ العسكرية والأمنية. حتى أنَّ المطلعين أنفسَهم، يتحدثون عن محاولة أحدِ الوزراء السياديين، توسيعَ مروحةِ التعيينات العسكرية، لتشملَ مواقعَ عليا، وذلك سعياً منه لتأمين ما يعتقده توافقاً ضرورياً بين تركيبة ترويكا جديدة. لماذا لا نقدِّمُ هذه الجردة بالأسماء الصريحة؟ لأنهم سيبادرون جميعُهم الى النفي. فيما هم يعرفون ويعترفون، أنَّ الطبخةَ قائمة، وأن إنضاجَها جارٍ على أساس ما ذكرناه...

المهم أن تنتهي الطبخة الى توازن. لأنه الشرطُ الضروري للحياة في لبنان، كما في هذه المنطقة من العالم. حيث الآخر مفهومٌ مرفوضٌ بالمطلق. وحيث العنفُ البنيوي أو الجسدي، هو الوسيلة الوحيدة للتعاطي مع كلِّ آخر... بعد الهجومِ السعودي على المطران بولس مطر، والهجومِ السعودي الآخر على المرجع الشيعي العراقي السيد علي السيستاني، هجومٌ جديدٌ في مصر، يُعطي جواباً واضحاً، عن معنى الشعار الذي طالما رفعته أقلياتُ الشرق الأوسط: نرفضُ أن نصيرَ مثل الأقباطِ في مصر

مشكوور