تفصيل بسيط أن يردّ المجلس الدستوري كل الطعون. وتفصيل أكثر تبسيطاً، ألّا يعلن إسقاط نيابة فلان، وتأكيد فوز آخر، أو إعادة انتخاب. أصلاً، لم يكن المنشود من هذه الهيئة القضائية الدستورية العليا أن تصير هيئة إعادة توزيع اللوحات الزرقاء، ولا أن تكون هيئة إخراج لفيلم انتخابي طويل ذات نهاية سعيدة، على قاعدة تبديل ألقاب «السعادة».
صحيح أن صوت الناس أمانة، وأنه من «صوت الرب»، وصحيح أن ظلماً يقع حين يخسره غسان الرحباني مثلاً، لا لشيء، ولا لشخصه. فهو يحمل تلك «الشرعية» منذ زمن سحيق. عمره من عمر «جبال الصوان»، فلن يقصِّر في تاريخه يوم 7 حزيران...
كل ذلك في كون، والذي كان مرجوّاً ومنشوداً من المجلس الدستوري، في كون آخر. كان المنتظر منه أن يوجّه إلى اللبنانيين رسالة، لا أكثر ولا أقل. رسالة مختصرها الأشد إيجازاً أن زمن العهر قد انتهى، أو يمكن أن ينتهي، أو أننا معاً، قادرون على إنهائه.
كان المطلوب رسالة إلى كل مواطن يقف في ذلك الصف الذليل في اتحاد بلديات المتن. يده الراجفة في جيبه تقبض على مال الرشوة الأسود، وقلبه الراعف في صدره يقبض على آخر أنفاس كرامته. كان على المجلس الدستوري أن يقول له: بعد اليوم، لن تدفع من كرامتك لتنجز معاملتك.
كان المطلوب والمرجو والمأمول والمنشود، رسالة إلى سائق سيارة الأجرة على خط بكفيا، تقول له أن يوفّر عرقه لخبز أبنائه وحسب، فلا يهرقه بعد اليوم ذعراً ورعباً من أن يفاجئه أصحاب «دلوعة بتغرين»، فينهالوا عليه ضرباً وسحلاً، لأنه تجرّأ على السعي إلى لقمة عيشه في مزرعتهم.
❞كان المطلوب من المجلس الدستوري رسالة مفادها أنّ زمن العهر قد انتهى❝كان المطلوب من المجلس الدستوري رسالة إلى ذلك المدبّر العام في هذه الوزارة، أو تلك المؤسسة، تقول له إن موقعك محفوظ ما دمت تطبّق القانون وتلتزم النزاهة، لا أن يكون مركزك مرهوناً لتمريغ جبينك على أعتاب «الإمارة»، عربدةً فوق كل أصول وقوانين وأنظمة... رسالة إلى ذلك العسكري الرفيع الرتبة، تؤكد له أن تولّيه المنصب الأول المرصود لطائفته، مقياسه الكفاءة، لا أن تجثو هناك في «القلعة» مبايعاً أمام جمع المهنئين في العيد... رسالة إلى رئيس تلك البلدية المهدد بحكم قضائي في ملف فساد، تقول له إن فسادك يجب أن يقصيك، ولا يمكن «دولته» أن يحميك، فيبقيك، ويبتزك لتتمادى في الغيّ، وتستديم غطرسته.
كان على المجلس الدستوري أن يوجّه الرسالة إلى ذلك النائب المتني السابق، الذي أدخل السجن في عمر الشيب، وأخرج منه في عهد العيب، لا لشيء إلا أن المقاطعجي قرر أن «يكسر عليه»، وأن يتباهى بفاعلية «كسرته» على الشاشة، في لحظة تعميم إرهابي متلفز من نوع خاص. كان المطلوب رسالة إلى ذلك المحامي الذي اختُطف وضُرب وهُدّد، لأنه وقع على لسانه انتقاد لملك الشمس الجديد، من دون أن ينتبه إلى وجود إعلامي ـــــ أو إعلامية ـــــ من كَتَبة التقارير وأصحاب الحظوة، فيجرؤ ثانية على انتقاد، أو إبلاغ جهة رسمية أو حتى نقابية.
كان المطلوب رسالة، على الأقل إلى غبريال المر، تقول له إن في إمكانه الاحتفال بعيد مار الياس في منزله، من دون مجزرة، وإن ما سرّبه بعدها إلى مجلة «الشراع»، «الشراع» نعم، يجب أن يقوله لكل اللبنانيين علناً وجهراً، كي لا يكون وحده مَن يدرك صحته.
كان المطلوب من المجلس الدستوري رسالة إلى الناس الطيبين المسحوقين، تقول لهم إنه حين تقع وصاية خارجية على بلادكم، يمكنكم أن تقاوموها. يمكنكم أن ترفضوها، ويمكنكم أن تناضلوا سلماً لا عنفاً لترفعوها عنكم. بعدها ستنتصرون أنتم، وستجددون نخبكم، وستفرزون ناساً من طينة تضحياتكم وعذاباتكم والآلام. فلا لزوم لتكونوا ممسحة لجزمة ضابط استخبارات، ولا مكنسة لطرقات العواصم الوصية، ولا مقبرة للكرامات الإنسانية، كي تظلّوا منصَّبين في كراسيكم، عهدكم في أي احتلال، كما عهدكم في الاستقلال...
في رائعة رومان بولنسكي، «الموت والفتاة»، الذي تعرضه المؤسسات الدولية كلها، درس عن آليات الحقيقة والمصالحة في مجتمعات ما بعد الظلم والرصاص، تقول الضحية ـــــ الجلاد: «يجب أن نكشف أسماءهم، كي يسألهم أولادهم عن الفظائع التي ارتكبوها، فيكون عقابهم في عيون أبنائهم».
في حالتنا، ربما كان علينا أن ننتظر الأحفاد، المهم أن نُبقي ذاكرتنا حيّة، وأن نحلم
صحيح أن صوت الناس أمانة، وأنه من «صوت الرب»، وصحيح أن ظلماً يقع حين يخسره غسان الرحباني مثلاً، لا لشيء، ولا لشخصه. فهو يحمل تلك «الشرعية» منذ زمن سحيق. عمره من عمر «جبال الصوان»، فلن يقصِّر في تاريخه يوم 7 حزيران...
كل ذلك في كون، والذي كان مرجوّاً ومنشوداً من المجلس الدستوري، في كون آخر. كان المنتظر منه أن يوجّه إلى اللبنانيين رسالة، لا أكثر ولا أقل. رسالة مختصرها الأشد إيجازاً أن زمن العهر قد انتهى، أو يمكن أن ينتهي، أو أننا معاً، قادرون على إنهائه.
كان المطلوب رسالة إلى كل مواطن يقف في ذلك الصف الذليل في اتحاد بلديات المتن. يده الراجفة في جيبه تقبض على مال الرشوة الأسود، وقلبه الراعف في صدره يقبض على آخر أنفاس كرامته. كان على المجلس الدستوري أن يقول له: بعد اليوم، لن تدفع من كرامتك لتنجز معاملتك.
كان المطلوب والمرجو والمأمول والمنشود، رسالة إلى سائق سيارة الأجرة على خط بكفيا، تقول له أن يوفّر عرقه لخبز أبنائه وحسب، فلا يهرقه بعد اليوم ذعراً ورعباً من أن يفاجئه أصحاب «دلوعة بتغرين»، فينهالوا عليه ضرباً وسحلاً، لأنه تجرّأ على السعي إلى لقمة عيشه في مزرعتهم.
❞كان المطلوب من المجلس الدستوري رسالة مفادها أنّ زمن العهر قد انتهى❝كان المطلوب من المجلس الدستوري رسالة إلى ذلك المدبّر العام في هذه الوزارة، أو تلك المؤسسة، تقول له إن موقعك محفوظ ما دمت تطبّق القانون وتلتزم النزاهة، لا أن يكون مركزك مرهوناً لتمريغ جبينك على أعتاب «الإمارة»، عربدةً فوق كل أصول وقوانين وأنظمة... رسالة إلى ذلك العسكري الرفيع الرتبة، تؤكد له أن تولّيه المنصب الأول المرصود لطائفته، مقياسه الكفاءة، لا أن تجثو هناك في «القلعة» مبايعاً أمام جمع المهنئين في العيد... رسالة إلى رئيس تلك البلدية المهدد بحكم قضائي في ملف فساد، تقول له إن فسادك يجب أن يقصيك، ولا يمكن «دولته» أن يحميك، فيبقيك، ويبتزك لتتمادى في الغيّ، وتستديم غطرسته.
كان على المجلس الدستوري أن يوجّه الرسالة إلى ذلك النائب المتني السابق، الذي أدخل السجن في عمر الشيب، وأخرج منه في عهد العيب، لا لشيء إلا أن المقاطعجي قرر أن «يكسر عليه»، وأن يتباهى بفاعلية «كسرته» على الشاشة، في لحظة تعميم إرهابي متلفز من نوع خاص. كان المطلوب رسالة إلى ذلك المحامي الذي اختُطف وضُرب وهُدّد، لأنه وقع على لسانه انتقاد لملك الشمس الجديد، من دون أن ينتبه إلى وجود إعلامي ـــــ أو إعلامية ـــــ من كَتَبة التقارير وأصحاب الحظوة، فيجرؤ ثانية على انتقاد، أو إبلاغ جهة رسمية أو حتى نقابية.
كان المطلوب رسالة، على الأقل إلى غبريال المر، تقول له إن في إمكانه الاحتفال بعيد مار الياس في منزله، من دون مجزرة، وإن ما سرّبه بعدها إلى مجلة «الشراع»، «الشراع» نعم، يجب أن يقوله لكل اللبنانيين علناً وجهراً، كي لا يكون وحده مَن يدرك صحته.
كان المطلوب من المجلس الدستوري رسالة إلى الناس الطيبين المسحوقين، تقول لهم إنه حين تقع وصاية خارجية على بلادكم، يمكنكم أن تقاوموها. يمكنكم أن ترفضوها، ويمكنكم أن تناضلوا سلماً لا عنفاً لترفعوها عنكم. بعدها ستنتصرون أنتم، وستجددون نخبكم، وستفرزون ناساً من طينة تضحياتكم وعذاباتكم والآلام. فلا لزوم لتكونوا ممسحة لجزمة ضابط استخبارات، ولا مكنسة لطرقات العواصم الوصية، ولا مقبرة للكرامات الإنسانية، كي تظلّوا منصَّبين في كراسيكم، عهدكم في أي احتلال، كما عهدكم في الاستقلال...
في رائعة رومان بولنسكي، «الموت والفتاة»، الذي تعرضه المؤسسات الدولية كلها، درس عن آليات الحقيقة والمصالحة في مجتمعات ما بعد الظلم والرصاص، تقول الضحية ـــــ الجلاد: «يجب أن نكشف أسماءهم، كي يسألهم أولادهم عن الفظائع التي ارتكبوها، فيكون عقابهم في عيون أبنائهم».
في حالتنا، ربما كان علينا أن ننتظر الأحفاد، المهم أن نُبقي ذاكرتنا حيّة، وأن نحلم
2024-11-14, 11:39 pm من طرف شيماء أسامة 272
» شركة تنظيف منازل بالخرج..نظافة منزلية فاخرة بأسعار منافسة..20%خصم لـ تعقيم فعال لمنزلك
2024-10-07, 1:09 pm من طرف yasmin mohamed
» شركة تنظيف اسطح المنازل بالرياض..حماية أسطح منزلك من التلف..أفضل حلول تنظيف الأسطح..اتصل بنا الآن
2024-10-07, 1:07 pm من طرف yasmin mohamed
» شركة تنظيف سجاد بالرياض..سجادك كالجديد بخصم35%..غسيل سجاد عميق بأسعار لا تقبل المنافسة.
2024-10-07, 1:05 pm من طرف yasmin mohamed
» ونيت نقل عفش بالرياض بخصم 25 %| 0551617253 | 0550586153
2024-10-07, 1:02 pm من طرف yasmin mohamed
» شركة نقل عفش داخل وخارج الرياض خصم 25%|0551617253| 0550586153
2024-10-07, 1:00 pm من طرف yasmin mohamed
» نقل عفش بالرياض مع الفك والتركيب|0551617253نقل عفش رخيص بالرياض
2024-10-07, 12:57 pm من طرف yasmin mohamed
» شركة الخيول السريعة لنقل العفش
2024-10-07, 12:55 pm من طرف yasmin mohamed
» افضل شركة تنظيف منازل بالخرج بخصم 30%| اتصل الــأن
2024-10-07, 12:53 pm من طرف yasmin mohamed
» نقل عفشك بالرياض بـ 200 ريال فقط مع افضل عمال نقل عفش بالرياض..عرض حصري
2024-10-07, 12:34 pm من طرف yasmin mohamed
» سواتر بالرياض
2024-10-07, 12:29 pm من طرف yasmin mohamed
» مظلات وسواتر الخرج 30%خصم فوري لتصميم مظلات الحدائق ومظلات السيارات بالخرج
2024-10-07, 12:25 pm من طرف yasmin mohamed
» مظلات وسواتر حي النسيم..مظلات وسواتر متينة تتحمل جميع الظروف الجوية..15%خصم عند الأتصال
2024-10-07, 12:23 pm من طرف yasmin mohamed
» هاتف لوري نقل عفش بالكويت | ضمان وصول عفشك سالم 100%…تواصل الـأن
2024-10-07, 12:20 pm من طرف yasmin mohamed
» ونيت نقل عفش مكه
2024-10-07, 12:15 pm من طرف yasmin mohamed