اللبنانيون التقوا تحت خيمة الاستقلال والطائرات الاسرائيلية تعمدت الاستفزاز

المشهدُ اللبنانيُ اليومَ بدا مكتملاً.. الدولةُ بكلِ أطيافِها التقت تحتَ خيمةِ الاستقلال، رئيسٌ توافقيٌ وحكومةُ توافقٍ وطني، وجيشٌ وطنيٌ بعقيدةٍ وطنية.. لكنَ المشهدَ من فوق كانَ استفزازياً وأقلُ ما يمكنُ أن يُخَلِّفَهُ انهُ يحثُ على تكريسِ المقاومةِ نهجاً لتحقيقِ الاستقلالِ الناجز، فالطائراتُ الاسرائيليةُ التي تخرقُ على مدارِ الساعةِ السيادةَ اللبنانية، تعمدت اليومَ وعن سابقِ تصورٍ وتصميمٍ التحليقَ في أجواءِ العاصمةِ بيروتَ بحيثُ شاهدَها كلُ مَن كانَ في حفلِ الاستقلال، تُنغِّصُ الصورةَ وتُشوِّهُ العرض، وبالتالي يُفترضُ بها أن توقظَ مَن على قلوبهم غِشاوة..
الانتهاكُ الجويُ خلالَ إحدى أعزِ المناسباتِ الوطنية، والذي للأسفِ أضحى اعتيادياً، بدا أقلَ وقعاً من إعترافٍ اسرائيليٍ جديدٍ بأنَ استخباراتِ العدوِ تجعلُ من لبنانَ ممراً لتجارةِ المخدِّراتِ لأغراضِ التجسسِ وتجنيدِ العملاء.. والأدهى أنَ الاعترافَ الذي صدرَ عن احدِ جنرالاتِ الأمنِ الاسرائيليين، أُتبعَ بما هو أخطر، حيث أكدَ الجنرال المذكورُ أنه كلما اكتُشفت شبكةُ تجسسٍ في لبنانَ تبدأُ شبكةٌ جديدةٌ على الاقل في الانتظام..
حزبُ الل وجدَ في فلتاتِ اللسانِ الاسرائيلية، ما يؤكدُ صوابيةَ وجهةِ نظرِه، وهو للغايةِ تجنبَ الدخولَ في ما وصفَه نائبُ الأمينِ العام الشيخ نعيم قاسم بأنه مهاتراتٌ وجدالٌ حولَ البيانِ الوزاري يفتعلُها بعضُ مَن يريدونَ تسجيلَ المواقفِ امامَ جمهورِهم الذي يَفترضون أنهُ ينسجمُ معَ اختراعِ المعاركِ الوهميةِ على قاعدة "انا أعارض إذاً انا موجود"..
وفيما أكدَ رئيسُ الجمهوريةِ التوافقَ على اعتمادِ صيغةِ البيانِ الوزاري السابقِ حولَ المقاومةِ وشاركَه الرأيَ نوابٌ في الحزبِ التقدمي الاشتراكي، قال الشيخ قاسم إن البيانَ سيَخرجُ في نهايةِ المطافِ ونحنُ راضونَ مسبَقاً عما سيُذكرُ عن المقاومة..