الصندوق الأسود لا يعمل.آخر التطورات يشرحها نقيب الغواصين

لليوم الثالث على التوالي تستمرّ عمليات البحث عن جسم الطائرة المنكوبة والصندوقين الأسودين، ومنذ السادسة من مساء أمس تركّز البارجتان الإلمانية والأميركية في بحثهما على مسح بقعة كبيرة من البحر يتجاوز عمقها مئات الأمتار وهما كانتا امهلتا نفسيهما ما بين 24 ساعة و72 ساعة للتمكّن من حصول على نتيجة، وفي حال تمّ العثور على ايّ شيء على هذا العمق الكبير فانّ فرق البحث سوف تكون أمام عقبة جديدة مشكلة حقيقية تتمثّل بعدم امتلاك لبنان لمعدات متطورة تخولّه البحث على عمقٍ كبير بجسب ما ذكرته محطة المنار نقلاً عن مصدر أمني.
وإنطلاقاً ممّا تقدّم، سيتمّ الإستعانة بغواصة ما يعني أنّ الأمر قد يستغرق وقتاً إضافياً، وسيصعّب إنتشال الضحايا في حال كانت لا تزال مربوطة الى جسم الطائرة بفعل أحزمة الأمان، ما سيستدعي ايضاً استخدام تجهيزات ضخمة لتنفيذ عمليات الإنتشال.
نقيب الغواصين المحترفين محمد السارجي وضّح صورة عمليات البحث عن الطائرة الأثيوبية، وقال لمحطة الـ"منار": "كنا نأمل بتواجد الصندوق الأسود، وكنّا نأمل منه بثّ الذبذبات الكهربائية لكي تلتقطها السفن المجهزّة، لكن للأسف الشديد وفق رأيي بعد فشل الأجهزة الحديثة من التقاط ذبذبات الصندوق الأسود... يعني أنّ الصندوق لا يعمل.
يضيف السارجي: "الصندوق الأسود لا يعمل لسببين (وذلك بالإستناد الى أخصائيين دوليين) أحدهما في حال وقوعه في الوحل وهذا الإحتمال مستبعد لأنّه وإن تواجد الوحل هنا مكان وقوع الطائرة الغرق سيكون بسيطاً وتدريجياً... أمّا الإحتمال الثاني هو نتيجة إنفجار الطائرة وتعطّل الصندوق الأسود وهذا هو الإحتمال الأكثر ترجيحاً... وبالتالي لا يمكن ايجاد الصندوق الأسود عن طريق الأجهزة المتطورة... وهذا يعني أنّه على اللبنانيين العودة من نقطة الصفر، وهنا يجب علينا التهكّن حسابياً وعلمياً المسافة التي قد تكون وقعت بها الطائرة، لدى لبنان إمكانيات حول الموضوع من مراكب وغواصين وهم بامكانهم العمل بشكل مشترك، وبالتالي لإعادة مسح المنطقة من جديد وتقسيمها الى مربعات خيالية... وعند تحديد جسم الطائرة تبدأ عمليات الغطس".
وعن أعماق المفترضة مقابل ساحل بيروت وخلدة فال: "مثلاً بمحاذاة رأس بيروت أي إبتداءً من2 كلم الأعماق تصل الى 161 مترا أمّا الى 3 كلم هناك الجرف قاري الذي يبلغ عمقه 1100 متر، أمّا في خلدة مثلاً فمن حسن حظنّا أعماق المياه هناك وصولاً الى 4 كلم لا تتعدى 20 متراً، أمّا من 4 الى 5 كلم العمق يصل الى 34 أمّا إذا ابتعدنا 6 كلم مقابل ساحل خلدة الجرف القاري يبدأ بعمق 116 متراً ووصولاً 220 متراً (7,5 كلم). يكمل السارجي حديثه: "نحن نأمل ان تكون الطائرة غارقة ضمن هذه المنطقة... أي ضمن الجرف القاري اللبناني أي دون عمق المئة متر".
أضاف: "لدينا مخاوف ان تكون الطائرة واقعة في اعماق تصل الى 300 متر، لكنه لدينا كلّ الإمكانيات لجلب الطائرة رغم تلك المصاعب... نقابة الغواصين بامكانها تقدمة مركبين إضافة الى إمكانيات الجيش والدفاع المدني من أجل مسح المنطقة، هذا أقلّ الإيمان بالنسبة لنا".
سئل عن الفترة الزمنية لعملية المسح فال: "يجب أن نبحث لإيجاد جزء من الطائرة لكي نتمكّن من إيجاد باقي الأشلاء".
وعن حاجة لبنان لغواصة "زيادة الخير، خير وتسهيل وتسريع لعمليات إنتشال الطائرة".