منتديات بلدة معركة

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


اخبار بلدة معركة

اخبار الاجتماعية

متفرقات من لبنان

الاخبار الرياضية
منوعات
التصوير الفوتوغرافي

مواضيع الاسلامية

علوم وتكنولوجيا

مواضيع صحية

مقالات

مكتبة البرامج

مطبخك



    بلديـة حـارة حريـك تزيـل المخالفـات... ولا «واسطـة»

    avatar
    زائر
    زائر


    بلديـة حـارة حريـك تزيـل المخالفـات... ولا «واسطـة» Empty بلديـة حـارة حريـك تزيـل المخالفـات... ولا «واسطـة»

    مُساهمة من طرف زائر 2009-11-26, 12:37 am

    محل الخضار الواقع على «أوتوستراد السيد هادي نصر الله» يعتبر مخالفاً، وبلغة القانون: متعدياً على الأملاك العامة. والملك العام هنا، هو الرصيف. يدرك صاحب المحل أنه مخالف، وهو تبلغ إنذاراً قبل 48 ساعة، يقضي بإزالة الخضار عن الرصيف. من هنا، بدأت أمس جولة بلدية حارة حريك، والتي انضوت في الحملة الأهلية «النظام من الإيمان»، بالتعاون مع اتحاد بلديات الضاحية الجنوبية. يرفع الرجل يده ويضعها على رأسه، تعبيرا عن موافقته الكاملة على كل ما طلب منه. يردف لمفوض شرطة البلدية «ع راسي.. بأمرك». يكمل المفوض أوامره: «نظراً لأنك لم تلتزم بالإنذار، فنحن مضطرون إلى تحميل البضاعة التي كانت على الرصيف»، ويتم التحميل.

    مفوض شرطة البلدية هو نجم الجولة، من دون منازع. على بعد أمتار قليلة، تركن سيارة حديثة الطراز على الرصيف. خلفها نصب كوخ خشبي قديم البناء. السيارة معروضة للبيع، وعلى زجاجها ورقة تحمل رقم الهاتف الخلوي لصاحبها. يتصل غابي دكاش وهو مفوض الشرطة بصاحب السيارة. «نحن مضطرون لحجز السيارة لأنها مخالفة»، يقول دكاش «الحاج» بنبرة واثقة. هنيهات ويتغير «الأمر»: «حسناً، سنمهلك مدة ساعة لتأتي وتركنها في مكان آخر». يغمغم دكاش بضع كلمات مع عناصر البلدية، الذين رافقتهم دورية من قوى الأمن الداخلي، بالإضافة إلى مندوب عن «حزب الله»، و آخر عن «حركة أمل» وعناصر من «الانضباط». يصوب الرجل نظراته إلى الكوخ الخشبي، وقد حوله صاحبه إلى قنّ دجاج. يقول دكاش إن صاحب القن غير موجود، إلا أنه تبلغ انذاراً بإزالته. تتحلق مجموعة حول الكوخ الصغير، يصعد شاب إلى سقفه، ويبدأ بتكسيره ورمي الخشب في الباحة الخلفية، تهرب الديوك من «القن»، وتبدأ بالصياح. تمر نصف ساعة على بدء الحملة، إنها العاشرة والنصف صباحاً. تتوقف السيارات قرب التجمع، يطل أصحابها من نوافذهم، ثم يكملون طريقهم. «شو.. حاجز؟» يسأل أحد الشبان عناصر «الانضباط». هزة رأس إلى الأعلى... وتشق الدراجة طريقها إلى الأمام. «لو كان صاحب الكوخ هنا، لكنتم رأيتموه باكياً»، يقول رجل ثلاثيني، لافتاً إلى أن الكوخ بُني على مدى عام ونصف، وهو مصدر رزق صاحبه. يضيف الرجل: «بقي أبو حسين يجمع في الخشب أكثر من عام! يا حرام، شو رح يصير فيه بس يرجع».

    يتم تكسير الكوخ عن بكرة أبيه. والسيارة تنتقل إلى أسفل الرصيف، بانتظار وصول صاحبها. يعبّر أحد قاطني المنطقة عن الوضع الجديد قائلاً: «هيك بيصير أحسن، أقلها نستطيع المشي على الرصيف»، ثم يسأل عن باقي المناطق في الضاحية. يخبر دكاش المجموعة بأنهم سيتوجهون الى مطعم «حرقوص» لإزالة المولد الكهربائي الموجود على الرصيف، فنتوجه إلى «حرقوص». يطلب نائب رئيس بلدية حارة حريك، محمد حاطوم، من صاحب المطعم إزالة المولد حالاً، خصوصاً أن الإدارة قد تبلغت بالإنذار. يتحلق الناس حول المولد عقب رؤيتهم آلات التصوير. يبدي صاحب المطعم استعداده لتنفيذ ما طلب منه، رغم حاجة المطعم الضرورية جداً للمولد، في ظل انقطاع التيار الكهربائي، وعدم إمكانية نقله إلى مكان آخر. يختم الرجل واعداً البلدية بأن المولد لن يكون صباح الغد في مكانه. بموازاة مطعم حرقوص تتوزع مقاه متعدّية، بمجملها، على الأملاك العامة، مع الإشارة إلى أن المولد الكهربائي ليس موضوعاً في ملك عام وحسب، بل رفع سكان المنطقة الصرخة مراراً، بسبب تضررهم من دخانه الكثيف. يبدأ مفوض الشرطة بإسناد التعلميات إلى العناصر: «الدرابزون». تتجه العناصر بسرعة لاقتلاع الدرابزين المخالف. يخرج صاحب المقهى، أو المسؤول عنه، للتفاوض، لكن من دون جدوى. تتجمهر الوفود في الباحة الخارجية، وبعد الاطلاع على مجريات ما يحدث، يعبّر بعضهم عن إعجابه بالفكرة عامة، ويمتعض البعض الآخر من دون سبب... يحمل عنصر البلدية الدرابزين، يشده إلى الوراء لوضعه في الحافلة الصغيرة. فجأة يتمسّك رجل المقهى بطرفه، فيعمد العنصر إلى سحبه بقوة أكبر، الأمر الذي يستدعي تدخل دكاش للمساعدة بالضغط إلى الأمام، فتبدأ لعبة شد الحبال، أو بالأحرى شد الدرابزين.

    هو مشهد قد يعتبره البعض عادياً، إلا أن ذلك «الكباش» هو على لقمة العيش، فالشاب وافق على نزعها، لكنه طالب بالاحتفاظ بها: «كلفتني 500 دولار»، يصرخ بحنق، بغصة. لحظات ويخسر الشاب معركته، فتنقل المخالفة إلى صندوق الحافلة، ترافقها نظرات غضب من الشاب. «تأخذها من البلدية»، يردف دكاش. تنتقل المجموعة إلى المقاهي المجاورة، لنزع الأحواض الإسمنتية، ريثما تصل الجرافة، والتي بدورها ستعمد إلى جرف كل الرصيف «الزائد»، أي الذي بسط من قبل أصحاب المقاهي، بغية كسب مساحة إضافية، الأمر الذي يعتبر مخالفاً للأملاك العامة من جهة، وتعدياً على الأملاك الخاصة أيضاً، في حين يستطيع أهالي البناية الاستفادة من ركن سياراتهم من جهة ثانية. لا يعارض أصحاب المقاهي الفكرة، خصوصاً أنهم على علم مسبق بالاجراءات. تشتد زحمة السير ويزداد عديد القوى الأمنية. لا يوافق حاطوم على مكالمة أحد عبر الهاتف، أي أولئك الذين يتصلون بغية إجراء واسطة لفلان أو علتان. قبل وصول الجرافة يعلم دكاش المجموعة بالاتصال بصاحب السيارات المركونة تحت الجسر، والتي تبدو كأنها في معرض للسيارات. يفلش مفوض الشرطة خريطة ورقية كبيرة، هي خريطة المنطقة. يشير بإصبعه لأصحاب المحال ليدلهم إلى حدودهم «الشرعية»، ثم يخبرهم بأن تلك الأمتار الإسمنتية زائدة. تصل الجرافة، يتكثف وجود الناس، وتبدأ بالتكسير.

    نعود إلى نقطة البداية، حيث كان «قن الدجاج»، على أمل لقاء صاحبه. يتبعثر قش كثيف على الأرض، ممزوجاً ببعض السخام والأوساخ. اختفت الألواح الخشبية خلف السياج. يجلس رجل ستيني القرفصاء، يلملم ما تبقى عنده. اسم الرجل حسين برجاوي، وهو صاحب الكوخ، أو كان صاحبه. يقول: «كلفني قد بقرة جحا، واستغرق تحضيره، رغم صغر حجمه، عامين، إنه مصدر رزقي... أتفهم الحملة، وهي تشمل الجميع، لكن كيف سأعيل عائلتي؟ هل أتسول؟ أهاجر؟ ماذا أفعل؟ أين البديل؟». يسأل عن البديل ولا يكتفي بالسؤال، فيجيب: «نحن بالاسم لبنانيون، لن أسامحهم كلهم»، يجيب بهدوء. في السياق نفسه، يشير حاطوم إلى «أننا نحاول الجمع بين مصلحة المواطن والناس المخالفين، بالموازاة مع مصلحة الدولة»، لافتاً إلى أن البلدية تلقى تعاوناً إيجابياً من جميع الفرقاء، «وقد أصبحنا في عصر ذهبي». وعن الضرر الذي قد يلحق بالمخالفين، كصاحب الكوخ مثلاً، يوضح حاطوم: «بالطبع نحن مع منح المساعدات أو التعويض، لكن لا نستطيع الحلول مكان الدولة». ويشرح سبب وجود مندوبين من «الحزب» و«الحركة» قائلاً: «كي لا يتلطى أحد من المخالفين خلف أي جهة سياسية». تجدر الإشارة إلى أنه، تزامناً مع جولة بلدية حارة حريك، نفذت كل من بلدية برج البراجنة حملتها في منطقة الكوكودي، وصولاً إلى مفرق البرج. وبدأت بلدية الشياح حملتها من تقاطع حي الأبيض، على أمل استكمال الحملة خلال الأيام المقبلة، لتشمل بئر العبد وبقية المناطق

      الوقت/التاريخ الآن هو 2024-05-19, 4:45 pm