من هو سعيد فخر الدين؟

نحن في زمن القحط لا للمطر ولكن لرجالات نفتقدهم قادوا زمن الرجال معبرين عن اسمى مواقف الرجولة بحبهم ودفاعهم عن ارض وابناء وطنهم نفتقدهم ولا نتذكرهم الا في
يوم الاستقلال رجالات حملو اسماء محفورة في ذاكرتنا رحلوا ولكن ذكراهم ترافقنا حتى نسلمها لمن يأتي بعدنا ليبقى ذكرهم خالداً الى اللانهاية ...


وها هو رجل الإستقلال الوحيد " سعيد فخر الدين" من بلدة عين عنوب قضاء عاليه الذي " وقف وقفة عنفوان" بوجه غطرسة الانتداب وطغيانه مقاوماً جنوده ، استشهد خلال
أحداث 11 و12 تشرين الثاني من العام 1943 بالقرب من سنديانة في بشامون دفاعاً عن أبناء وطنه ومواجهاً قوات الانتداب الفرنسي التي كانت تسعى لاعتقال رجالات
الاستقلال المتحصّنين في منزل لآل الحلبي، ينتظر تكريماً من أبناء وطنه والمعنيين لربما يتذكرون بعد الـ65 عاماً أنه " رجل الإستقلال الوحيد " ...

في العام 1943 قام فخر الدين من وراء المتراث وحيداً وقناعة منه بالدفاع عن أرضه ووطنه بقذف المصفحة الفرنسية بقنبلة يدوية، عندها انهال عليه رشاش من الرصاص
سقط على أثره شهيداً... لكن في وطننا حتى الشهداء أصبح تكريمهم وتخليد ذكراهم على مراتب وبحسب " الطائفة " التي ينتمون إليها أو " الحزب" أو ربما " المنطقة"...

لذا فالـ"شهيد" بين قوسين " فخر الدين" منفي من الوجود العلني أو من القصص المتداولة عن بطولات رجال الإستقلال أو ربما منسي ولا يتذكره أحد إلا القليل من أبناء الوطن...
وذلك لربما عن قصد أو غير قصد من قبل المعنيين والحكومات التي تعاقبت على الوطن منذ زمن الإستقلال والى اليوم...

والحدث " المضحك المبكي" أن " فخر الدين" لا يدرس في كتب التاريخ والمدارس الخاصة والرسمية والجامعات اللبنانية حيث يقتصر تخليده على نصب تذكاري
على مدخل بلدته عين عنوب مهمل وغير مؤهل و لم تنته الأعمال فيه الى يومنا وحتى نستطيع القول لغاية الساعة.

وللتاريخ فقط... فقد قال " المعلم" كمال جنبلاط العام 1969 في مجلس النواب اللبناني: " كان الشهيد الوحيد... لم التبجح؟ اسمه سعيد فخر الدين وهو سوري قومي اجتماعي".
وقد صدر عن وزير الدفاع الوطني المير أرسلان بلاغ رقم واحد في 7/11/1943 جاء فيه :
"هاجمت قوات إفريسية مسلحة مركز الحكومة الشرعية في بشامون مساء الاثنين في 15 تشرين الثاني 1943 فردتها وحدات الحرس الوطني دون خسائر في النفوس.
وفي صباح اليوم الثاني شنت القوات الفرنسية هجوماً عنيفاً على المركز المذكور فردت على أعقابها أربع مرات متوالية حتى الساعة الثالثة بعد الظهر وسقط بعض
القتلى والجرحى من الجنود السنغاليين وفقدنا شهيداً واحداً يدعى سعيد فخر الدين من عين عنوب... إن رئيس الجمهورية اللبنانية بناء على الدستور اللبناني ولما كان
المرحوم سعيد فخر الدين من أهالي بشامون قد ضحى بحياته في سبيل لبنان في حوادث 11-12 تشرين الثاني سنة 1943...وبناء على قرار مجلس الوزراء المتخذ
في 20 تشرين الثاني سنة 1945 ، يرسم ما يأتي: المادة الأولى: منح المرحوم سعيد فخر الدين ميدالية الجهاد الوطني تخليداً لذكراه بعد الوفاة والمادة الثانية: ينشر
هذا المرسوم حيث تدعو الحاجة (بيروت في 2 تموز ،1946)...

نتذكره اليوم... " شهيداً" خالداً في قلب المعادلة اللبنانية قدم نفسه من أجل الوطن ليعزف له النشيد االوطني تكريماً لروحه وشاكرين له " وقفته " البطولية لـنعيد " عيد الإستقلال"...ففي ذكرى الإستقلال يحق للهشداء ان يكرموا؟ ويكف يكرم الشهيد ؟
باكليل ورد على ضريح الجندي المجهول؟ والذي هو من حقه أم بالحفاظ على ما استشهد من اجله وبوحدة الوطن وسيادته وحريته وحرية مواطنيه، وحتى نكرم شهداء الإستقلال في زمن ما بعد االإستقلال علينا ان نتجرد من مطامعنا وانتماءتنا الطائفية الهوجاء ونستقل فكريا حتى نتمكن حكاماً وشعباً المحافظة على الإستقلال