منتديات بلدة معركة

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


اخبار بلدة معركة

اخبار الاجتماعية

متفرقات من لبنان

الاخبار الرياضية
منوعات
التصوير الفوتوغرافي

مواضيع الاسلامية

علوم وتكنولوجيا

مواضيع صحية

مقالات

مكتبة البرامج

مطبخك



    صباح الخير معركة

    avatar
    زائر
    زائر


    صباح الخير  معركة Empty صباح الخير معركة

    مُساهمة من طرف زائر 2009-11-19, 3:32 am

    لم يُعرَف عن رئيس الحكومة سعد الحريري علاقة سياسية جمعته بمسؤول سوري، ولا اجتمع قبلاً بالرئيس بشّار الأسد. بالتأكيد سمع من والده الرئيس الراحل رفيق الحريري انطباعات عن مسؤولين سوريين صادَقهم، وعن علاقته بالرئيس السوري الأب ثم الابن التي مرت بمراحل تفاهم وأخرى تنافر، كانت تحمله باستمرار على بذل الجهود لمنعها من بلوغ المأزق، إلا أنه كان يلجأ أحياناً إلى الاعتكاف أو الخروج من الحكم تفادياً للقطيعة. وفي اليومين السابقين لاغتياله عام 2005، تحدّث هاتفياً إلى معاون وزير الخارجية وليد المعلم لفتح صفحة جديدة في الحوار مع دمشق، وهو خارج الحكم. وعلى غرار حليفه وصديقه النائب وليد جنبلاط، أوصد تماماً كل أبواب الحوار مع أي مسؤول أمني سوري. لم يشأ الحريري الأب، كما جنبلاط، عشية الاغتيال، الانفصال كلياً عن سوريا، واحتميا باتفاق الطائف لإعادة تنظيم علاقات البلدين، بما في ذلك إعادة نشر الجنود السوريين. لذا يصعب العثور على تصريح للرئيس الراحل يطالب بإعادة نشرهم، كالزعيم الدرزي. لكن دمشق فهمت كنه تمسّكه باتفاق الطائف.
    للحريري الابن في دمشق، في حيّ أبو رمانة الراقي، منزل لوالده مقفل منذ اغتيل الرئيس السابق قبل أربعة أعوام. وكالرئيس السوري، ورث وزر علاقات لبنانية ـــــ سورية لم يشارك في صنعها، إلا أنه تلقفها في أسوأ حقبة عرفها البلدان منذ مطلع الأربعينيات.

    لم يبدأ عهد الوصاية السورية مع وصول الحريري الأب إلى رئاسة الحكومة عام 1992. ولم تكن تلك السنة أول معرفته بمسؤولين سوريين كانت علاقته ببعضهم تعود إلى أواخر السبعينيات عندما قرّر الاضطلاع بدور عام في بلده في مواجهة الاجتياح الإسرائيلي للبنان في آذار 1978، مذذاك أصبحت دمشق بوابة حتمية لدخوله المعترك أتقن الرئيس الراحل وسائل الولوج إليها عبر الرياض، مرتين على الأقل قبل أن يصل إلى الحكم: في مؤتمري جنيف ولوزان عامي 1983 و1984 وسيطاً سعودياً بين اللبنانيين، وفي مؤتمر الطائف عام 1989 بالصفة نفسها. ومن اجل أن يحكم، كان عليه أن ينخرط في لعبة كان قد أدارها من دمشق وزير الخارجية ثم نائب الرئيس عبد الحليم خدام ورئيس الأركان العماد الأول حكمت الشهابي، وفي مرحلة متقدّمة اللواء غازي كنعان. الرجال الثلاثة الذين حمّلهم الرئيس حافظ الأسد ملف لبنان انتهوا بخيارات لم تتوقعها سطوتهم وقوة نفوذهم في النظام: أولهم انشق عنه فانتهى ملاحقاً ومعزولاً في باريس، وثانيهم لا يرى مفراً من مصالحة النظام كي يعود إلى بلده، وثالثهم انتحر.
    ورث الحريري الابن عبء تلك اللعبة التي انتهت درامية باغتيال والده، وقد وجد خدام ينضم إليه في اتهام الرئيس السوري باغتياله ويصف نظامه بأنه ديكتاتوري، وبأنه حكم لبنان بعنف وأفسد فيه. واقع الأمر الذي لم يحمل الحريري الابن على الاجتماع بخدام مرة، علناً على الأقل منذ انشقاق الأخير عام 2005، أن نائب الرئيس كان صانع العلاقات اللبنانية ـــــ السورية بكل ما عنته في ما بعد كعهد وصاية. وجمع من حوله معظم مَن لا يزالون في قوى 8 آذار، ومعظم مَن أصبحوا في قوى 14 آذار. وهم جميعاً تقريباً ـــــ ما خلا مسيحيين يُعدّون على أصابع اليد ـــــ عملوا أو انتخبوا أو أثروا أو أفسدوا حين كان الملف بين يدي خدام، باستثناء الحريري الابن الذي بات عليه، منذ عام 2005، حمل وزر الثأرين الشخصي والسياسي في آن واحد. نما عهد الوصاية أيضاً في حكومات الحريري الأب من أجل أن يحكم الأخير، ولم يكن في مقدوره إلا إلقاء السلاح كلّما وجد نفسه في مواجهة مع دمشق. في أحسن الأحوال كان يلوذ بخدام وموقعه في النظام كي لا يفقد خياراته. كانت هذه حاله عندما أيّد التمديد للهراوي عام 1995 ورفض انتخاب لحود عامذاك، وحاله عندما تحفّظ عن انتخاب لحود عام 1998 ولكنه اقترع لإرادة الرئيس السوري، واستعاد الموقف نفسه عام 2004 عندما رفض التمديد للحود ولكنه صوّت له.
    بعد عام 2005 بات على الحريري الابن الانتقام من نظام أمني سوري متشدّد في عهد الرئيس إلياس الهراوي، ونظام أمني لبناني متعاون مع نظيره السوري في عهد الرئيس إميل لحود. صار يعرف أيضاً، لأول مرة بعدما ألف أولى حكوماته عقب مخاض مضنٍ وبعدما ذهب رئيس الجمهورية ميشال سليمان إلى دمشق لشكرها على تسهيلها التأليف، أن والده الراحل لم يستطع منذ عام 1992 تأليف حكومة، ولا منذ عام 1996 تأليف لائحة انتخابية لا يسترضي بها النظامين الأمنيين نفسهما، ولا تكون في حكوماته ثم في كتلته النيابية ودائع لخدام والشهابي وكنعان، وأحياناً للعماد الأول مصطفى طلاس. ومن دون أن يكون لأي مسؤول سوري اليوم وديعة في حكومته، لم تكن لتبصر النور لولا أن سوريا أزالت آخر العراقيل من طريقه، كي يذهب هو الآخر إلى دمشق ويفتح أول صفحة في علاقة سياسية وشخصية بالنظام السوري، وبالأسد الابن، وصفحة جديدة بين دمشق ورئيس الحكومة اللبنانية.
    بدورها دمشق التي لا تعرف كيف يفكر ويتصرّف، وبمَن يتأثر ويستعين في اتخاذ قراراته، ومَن يحوط به من خصومها، قالت إنها تدعم ترؤس الحريري حكومة الوحدة الوطنية. ذلك أن المغزى الأقوى لزيارته سوريا أن هذه استقبلت في الملك عبد الله في تشرين الأول الماضي «صاحب الدم الإقليمي» في اغتيال الحريري الأب بعدما تصالحت معه، وهي تريد ـــــ في انتظار أن تقول المحكمة الدولية كلمتها ـــــ أن تستقبل على أراضيها في رئيس الحكومة اللبنانية «صاحب الدم العائلي

      الوقت/التاريخ الآن هو 2024-05-17, 9:27 am