اخبار الرياضة

انتهت المباراة الحدث بين مصر والجزائر. وادخل عماد متعب الفرحة الى قلوب المصريين كيف لا وهو من سجل الهدف الثاني لتفوز مصر على الجزائر (2 – 0) ويؤجل الحسم على بطاقة العبور الى موقعة السودان يوم الاربعاء القادم. اذا انتهى فصل من فصول المسرحية المثيرة بين المنتخبين العربيين لكن الستارة لم تغلق بعد فالمشهد الاخير سيكون الاربعاء القادم في السودان، لمعرفة هوية المنتخب العربي الوحيد الذي سيكون في كأس العالم (مصر) أم (الجزائر). في مباراة اقل ما يقال عنها انها ستدخل تاريخ كرة القدم العربية ان لم نقل العالمية.

انتهى لقاء القمة في استاد القاهرة الدولي، بحضور ما يزيد عن سبعين الف متفرج. فاز الفراعنة بهدفين دون مقابل. نتيجة ساوت الحظوظ بين الفراعنة والخضر للعبور الى المونديال الافريقي. المنتخب الجزائري الذي لعب المباراة بخيارات واحتمالات كثيرة كانت تخوله التأهل مباشرة إلا ان كل هذه الامور تبخرت على أرض الملعب.

وبالعودة الى تفاصيل المباراة الجنونية في استاد القاهرة الدولي، فقد باغت المنتخب المصري خصمه بهدف سريع جدا وغير متوقع ومن الفرصة الاولى عن طريق عمرو زكي في الدقيقة الاولى من المباراة. هدف ظن الجميع بعده أن الطريق ستكون مفروشة بالورود للمصريين وسيسجلون المزيد من الاهداف، لكن المنتخب الجزائري اثبت علو كعبه وصلابة دفاعه وانضباطه التكتيكي العالي، فتحطمت عند دفاعاته كل الهجمات المصرية الذي جرب كل الطرق والوسائل لهز الشباك الجزائرية مرة ثانية لكنه فشل في ذلك رغم سيطرة على الكرة طوال فترات الشوط الاول. وسط اعتماد الجزائر على الهجمات المرتده ربما تصيب احداهما مرمى عصام الحضري وتقضي على الامال المصرية لكن هذا لم يحدث وانتهى الشوط بتقدم مصر (1 – 0)

وفي الشوط الثاني، تواصل سيناريو الشوط الاول، ضغط مصري ودفاع جزائري. ومع مرور الوقت واصل رجال المدرب حسن شحاته سيطرتهم على المباراة مع اعتماد المدرب الجزائري رابح سعدان على الهجمات المرتدة التي كادت ان تؤتي ثمارها في كثير من الاحيان لولا براعة الحارس المصري عصام الحضري، الذي صد الكثير من الكرات التي كان من شأن احداها لو سجلت ان تقضي على الحلم المصري. لكن يقظة الحضري رفعت من معنويات زملائه الذين واصلوا مدهم الهجوم على مرمى الحارس الجزائري الذي تألق هو الاخر في كثير من المناسبات وكان حائلا ومانعا لكثير من الاهداف المصرية المحققه.

مرت الدقائق ونجح الجزائريون في امتصاص الحماسة والفورة المصرية، وارتفع منسوب التوتر لدى الفراعنة وبدا التسرع واضحا في بعض الاحيان ما زاد من نسبة الكرات المقطوعة والتمريرات الخاطئة. وفي الدقائق الاخيرة بدأ حبس الانفاس مصريا وجزائريا والجماهير التي غص بها ملعب القاهرة كانت تمني النفس بهدف ثاني على الاقل ينقلها الى مباراة فاصلة. في هذه الدقائق حافظ الجزائريون على ثباتهم وأكدوا ان عندهم من الخبرة ما يكفي وانهم جديرون بالوصول الى كأس العالم كما المنتخب المصري.

حاول "الخضر" جاهدين ابعاد الكرة عن منطقة الجزاء ونجحوا بذلك في مرات كثيرة. وفي الدقائق العشر الاخيرة كثف المنتخب المصري من ضغطه وحصاره للمنقطة الجزائرية وسط تكتل كبير للضيوف املا منهم في الخروج بهذه النتيجة اي ( 1-0) التي تؤهلهم الى كأس العالم، كما حاول الجزائريون في الوقت المتبقي من عمر المباراة الاحتفاظ بالكرة قدر الامكان وادخال اليأس الى قلوب المصريين لكن هذا لم يحصل، وكانت لحظات الحسم فأعطى الحكم ست دقائق كوقت محتسب عن ضائع كانت كفيلة ان تحيي آمال المصريين وتدخل الفرحة والبسمة الى محبي وعشاق الكرة المصرية، وفعلها عماد متعب في الدقيقة الخامسة من الوقت القاتل فسجل هدف برأسه اهتز معه الملعب وسط فرحة لا توصف لدى كل المصريين حتى الرسميين منهم وفي مقدمهم نجل الرئيس المصري حسني مبارك (جمال مبارك) الذي كان حاضرا في المباراة.

بعد الهدف كاد المصرييون ان يحققوا المعجزة وسنحت لهم فرصة قبل صافرة النهاية بثوان لكن اللاعب المصري اخطأ الهدف وانتهت المباراة بفوز مصر ( 2 – 0).هذا و يلتقي الفريقان الاربعاء القادم في السودان في موقعة حاسمه ونهائية تنتهي معها فصول هذا المسلسل المشوق والمثير وفي السودان ستكون الاجابة على اسئلة حيرت الكثيرين.

من سيفوز مصر ام الجزائر؟

من سيحصل على بطاقة العرب الوحيدة في مونديال 2010 مصر أم الجزائر؟

وحتى ذلك الحين تبقى كل الاحتمالات والحظوظ متساوية بين الشقيقين العربيين مصر والجزائر






طلال علي جرادي