منتديات بلدة معركة

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


اخبار بلدة معركة

اخبار الاجتماعية

متفرقات من لبنان

الاخبار الرياضية
منوعات
التصوير الفوتوغرافي

مواضيع الاسلامية

علوم وتكنولوجيا

مواضيع صحية

مقالات

مكتبة البرامج

مطبخك



    عشرينية جدار برلين.. من الـ«ستازي» إلى صخرة الصين الصامدة

    avatar
    زائر
    زائر


    عشرينية جدار برلين.. من الـ«ستازي» إلى صخرة الصين الصامدة Empty عشرينية جدار برلين.. من الـ«ستازي» إلى صخرة الصين الصامدة

    مُساهمة من طرف زائر 2009-11-12, 10:55 pm

    عشرينية جدار برلين.. من الـ«ستازي» إلى صخرة الصين الصامدة
    محمد علي حريصي

    برلين :

    في المقر الرئيسي السابق للشرطة السرية «ستازي» في «برلين الشرقية»، وجد الألمان والسياح، نقطة الانطلاق لنهارهم «الاحتفالي»، في الذكرى العشرين لسقوط «جدار العار». المئات تدفقوا منذ الصباح الى المجمع الكبير، الذي تحول مبناه الاساسي الى متحف، حتى ضاقت بهم الطوابق وغرفها، واستنفدوا اعداد المترجمين والمرشدين.
    سيارة الاعتقال، التي تكسر ستارة ملونة فوق زجاج نافذتها الوحيدة رتابة لونها الرمادي، تستقبل الزوار في مدخل المبنى، الذي أقيمت فيه منذ الخمسينيات، دورات تدريبية لأجهزة استخبارات أجنبية، وبينها عربية. والى جانب السيارة، ترتفع لافتة تحمل صورة جامعة لأهم شخصيات مجتمع الـ«ستازي»، الذي كان يتألف من اكثر من 91 ألف عضو، إضافة الى مئات آلاف المخبرين.
    يتنقل الألمان القادمون من أنحاء البلاد، والأجانب الذين يكثر بينهم القادمون من اوروبا الشرقية، بين غرف المبنى، السرية وغير السرية. يدخلون مكاتب المسؤولين السابقين. يطلعون على طرق التجسس التي كانت تبتكر هناك، وبينها زرع الكاميرات في أبواب السيارات وأواني الري. ويضحك، قلة منهم فقط، لقول مرشدهم السياحي: ضابط الشرطة السرية الذي يحمل نجمة على كتفه، يعني انه كان يعرف القراءة، والذي يحمل نجمتين، يعرف القراءة والكتابة، اما النجوم الثلاثة، فتعني ان حاملها يعرف مسؤولاً آخر، يعرف القراءة والكتابة. نكتة تفقد صداها حين يوضح المرشد نفسه، أن معظم هؤلاء المسؤولين في الشرطة السرية «لا يزالون يقودون مواقع رفيعة المستوى في البلاد».
    من المقر السابق للشرطة السرية، ينتقل المئات الى نقطة التفتيش السابقة، بين شطري العاصمة الشرقي والغربي، في بورنهولمر. بعضهم اختار ان يستمع الى كلمة المستشارة الالمانية انجيلا ميركل هناك، والزعيم السوفياتي السابق ميخائيل غورباتشيف، والرئيس البولندي السابق ليخ فاليسا، برفقة عائلته، من اصغر أبنائه، الى أكبرهم. وآخرون وجدوا في كلابهم، التي توزعت على وسط الجسر وجانبيه والطرق المحيط به، رفقة اكثر تسلية.
    يقول يواكيم الأربعيني والمقيم في غرب العاصمة الالمانية منذ ولادته «انه يوم عادي آخر.. صحيح أن برلين وحّدت شطريها قبل 20 عاماً، وهو أمر جيد، لكن الأمور لم تتغير كثيراً بالنسبة لنا، فنحن من ساعد القسم الشرقي على الخروج من مشاكله، وليس العكس». شعور يجد صداه في صرخات تقاطع كلمة ميركل عند الجسر، تنتقد «الفساد»، في مواجهة صرخات اخرى، تشيد بـ«التغيير التاريخي»، وتتكثف مع قول احد الشهود المتحدثين في الحشد «نعم نستطيع»، مستعيناً بالعبارة الانتخابية الشهيرة للرئيس الاميركي باراك اوباما.
    لا تختلف الصورة كثيراً عند بوابة براندربورغ. الآلاف يحتلون الساحات والمقاهي المحيطة بها، من شارع فريدريك، وصولاً الى محطة بوتسدام، حيث بداية سلسلة قطع «الدومينو»، الممتدة على طول خط حائط التقسيم. يستعدّ هؤلاء للحدث المسائي المطول، الذي يقضي بإسقاط أحجار الدومينو الواحدة فوق الأخرى على وقع موسيقى بيتهوفن وغناء جون بون جوفي، بعد كلمة لميركل وزعماء اوروبيين وأجانب آخرين، بشرب البيرة والنبيذ الساخن.
    بين الأبنية المحيطة، وبينها مبنى السفارة الاميركية الذي يعلو سطحه القناصة، تنتشر عناصر الشرطة، المنهمكة في تفتيش آلاف المقتربين من المنطقة الرئيسية عند بوابة براندربورغ، والهاربين من مطر لم يتوقف عن السقوط منذ الصباح، بعد أيام من الصحو. وعلى رأس الشارع الذي يقود الى براندربورغ، يتمركز عناصر القوات الخاصة، بأسلحتهم وملابسهم الخاصة، يحرسون الطريق التي يسلكها المدعوون الرسميون.
    يبدأ الحدث بعد تأخر صغير. يتوالى المتحدثون على الكلام. ميركل. اوباما. وزيرة خارجيته هيلاري كلينتون. الرئيس الروسي ديميتري ميدفيديف. نظيره الفرنسي نيكولا ساركوزي. لا يقبض احد من هؤلاء على الحضور. قطع «الدومينو» التي ستتساقط، هي هدف الجمهور، المتلهف لمتابعة حدث «فني»، في مناسبة تاريخية. تشرح كاتارينا «من الجميل ان نشاهد أحجار الدومينو وهي تتساقط.. المسألة التاريخية، تاريخية، فهي تستعاد كل عام، إنما ما يميزها اليوم، هو الشق الفني الذي يغلّفها».
    كاتارينا، المراهقة التي تعيش في الشطر الغربي من برلين، لم يحدثها أبواها عن المانيا في عهد الانقسام. المناسبة، بمعناها التاريخي، لا تعني لها الكثير. الشكل هو ما يغريها فقط. هي ليست الوحيدة على كل حال. فمعظم اصحاب المحلات الصغيرة في «برلين الغربية»، والعاملين في المحلات الكبيرة، خاصة في شارع فريدريك المعروف بـ«ثرائه»، يعتبرون المناسبة فرصة للاستفادة من حضور الآلاف، ويرون فيها حدثاً سنوياً، لا اكثر، رغم انه يعبر عن أمر «جيد».
    أمام محطة بوتسدام، يقف رئيس المفوضية الاوروبية جوزيه مانويل باروزو، وليخ فاليسا، في مواجهة أول قطع «الدومينو». أنظار الآلاف من الحضور، المتربصة بشاشات عملاقة تعرض صوراً لجدران لم تسقط بعد، وبينها جدار الفصل العنصري في فلسطين، تتلهف للحظة تساقط السلسلة. بعضهم يبدأ بالقفز. وبعضهم الآخر يفقد صبره ويصيح «ادفع الحجر.. ادفع الحجر».
    يتقدم فاليسا، ويدفع الحجر. تتعالى الصرخات كلما سقطت قطعة. تصدح في سماء برلين أكثر مع اقتراب السلسلة من نهايتها. فجأة يعم الهدوء، من بوتسدام الى بوابة براندربورغ. الصدمة تغير ملامح الوجوه وتعابيرها. فالقطعة الاخيرة، صمدت لم تقع. يتقدم احد المنظمين ليشرح ان هذه «القطعة» صينية، وان بكين أعادت إرسالها الى المانيا، مثل بقية الدول المعنية بالحدث، إنما بعدما صنعتها من الصخر. ربما لتقول ان جدار الشيوعية لم يسقط فيها، رغم ان جدار برلين، سقط 20 مرة حتى الآن.
    avatar
    زائر
    زائر


    عشرينية جدار برلين.. من الـ«ستازي» إلى صخرة الصين الصامدة Empty رد: عشرينية جدار برلين.. من الـ«ستازي» إلى صخرة الصين الصامدة

    مُساهمة من طرف زائر 2009-11-13, 11:39 am

    شكرا للموضوع الرائع واصل التميز

      الوقت/التاريخ الآن هو 2024-05-08, 1:36 pm