منطقة "غوش دان" في قلب الكيان والتي تحدث عنها السيد نصرالله

واحدةٌ من المعادلاتِ التي كرَّسها الامينُ العامّ لحزب الله السيد حسن نصر الله يوم الثلاثاء في كلمته في ذكرى القادة الشهداء، وقوعُ الشريطِ السكاني والاقتصادي الأكثرِ كثافةً وحيويةً في كيانِ العدوِ في مرمى النار.. إنها منطقةُ غوش دان..
فالامين العام لحزب الله وفي خطابه التاريخي في ذكرى القادة والشهداء قال: "هم يمكن أن يقدروا أنّه عندما نقول لهم إذا قصفتم الضاحية سنقصف تل أبيب أي هم يدمرون أبنية في الضاحية ونحن "نفخّت الحيطان في تل أبيب" يمكن أن يخطر في بال أحد هكذا. أنا أقول لهم اليوم : كلا، أنتم تدمرون بناءً في الضاحية ونحن ندمّر أبنية في تل أبيب. هذا ردنا".
هي إذاً معادلةٌ غيرُ مألوفةٍ للإسرائيليين. العينُ الواحدةُ بعيونٍ عدة، والصاع صاعين.
خطابُ الأمينِ العام لحزبِ الله السيد حسن نصرالله في ذكرى القادة الشهداء حدد البوصلةَ التي ستتجهُ وفقَها صواريخُ المقاومة بحالِ تعرض لبنانُ أو بعضُ مناطقِه لأيِ عدوان.
وإذا كانت تجربةُ حربِ تموز عام ألفين قد حسمت لدى الإسرائيليين مصيرَ مدنِ حيفا والخضيرة وصولاً إلى العفولة التي تبعدُ عن الحدودِ اللبنانيةِ نحو ثمانين كيلومتراً، فإن خطابَ السيد نصر الله وقعَ في قلبِ الكيان الإسرائيلي حيث مدينةِ تل أبيب العاصمةِ الإقتصاديةِ والإجتماعية للكيان الواقعةِ ضمن ما يسمى منطقةُ "غوش دان".
تمتد "غوش دان" من نتانيا في الشمال حتى أشدود في الجنوب بطول 90 كيلومتراً ومن البحرِ غرباً إلى مدينةِ ارييل في الشرق بعَرض 20 كيلومتراً، وبمساحةٍ إجمالية تبلغ ألفاً وخمسمئة كيلومتراً مربعاً.
عددُ سكانِها مليونان يشكلون ثلثَ سكانِ الكيانِ الإسرائيلي، غالبيتُهم الساحقةُ من الإسرائيليين اليهود، وتشتهرُ بعدمِ تجهيزِها بوسائلَ كافيةٍ لحمايةٍ المستوطنين كالملاجئ والمخابئ وممراتِ الطوارئ تحتَ الأرض لاعتبارِها منطقةً بعيدةً عن التهديدِ الصاروخي.
خلالَ السنواتِ الأخيرةِ الماضيةِ شهدت مدنُ "غوش دان" نزوحاً كبيراً من المناطقِ الداخليةِ بهدفِ العمل والإبتعادِ عن مناطقِ الإحتكاكِ مع جنوبِ لبنان والمناطقِ الفلسطينية.
تتكونُ غوش دان من اثنينِ وعشرين مدينة تتركزُ فيها كلُ مقوماتِ الكيان الإقتصاديةِ والتعليمية، وهي مدن:
تل أبيب/ بات يام/ حولون/ رمات هاشارون/ رامات غان/ غيفعاتايم/ بني براك/ هرتسيليا/ أور يهودا/ غفعات شموئيل/ كريات أونو/ بتاح تكفا/ روش هاعين/ هود هشارون/ رعنانا/ يهودا/ ريشون لتسيون/ كفار سابا/ نيس تسيونا/ اللد/ الرملة ورحوفوت.
تعتبرُ "غوش" دان مركزَ الكيان وفيها معظمُ المؤسساتِ الحكوميةِ والمباني الوزارية وهي مركزُ التكنولوجيا والتعليمِ والعصبِ الاقتصاديِ والصناعي والتجاري للكيان وتضمُ مطارَ بن غوريون ومركزَ محطاتِ القطارِ الداخلي.
وبحسبِ تصريحات المسؤولين الاسرائيليين عن امتلاكِ حزبِ الله آلافَ الصواريخِ التي يصلُ مداها إلى مئتين وستةِ وخمسينِ كيلومتراً، فهذا يعني أن كلَ "غوش دان" التي يبعدُ أقصى جنوبِها في أشدود عن الحدودِ اللبنانية مئةً وسبعين كيلومتراً، ستكون في مرمى النار التي لا يدركون حتى الساعةِ حجمَها التدميري.
وقال الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله في خطابه الاخير متوجهاً للاسرائيليين: "انا اريد ان اقول للاسرائيليين ليس إذا ضربتم الضاحية سنضرب تل أبيب، إذا ضربتم مطار الشهيد رفيق الحريري الدولي في بيروت سنضرب مطار بن غوريون في تل أبيب، إذا ضربتم موانئنا سنقصف موانئكم، وإذا ضربتم مصافي النفط عندنا سنقصف مصافي النفط عندكم، وإذا قصفتم مصانعنا سنقصف مصانعكم، وإذا قصفتم محطات الكهرباء عندنا سنقصف الكهرباء عندكم