مساعدات اميركية هزيلة للبنان.. لكن مشروطة بنزع سلاح المقاومة

في مقابل المساعدات الأميركية للجيش اللبناني، على الحكومة اللبنانية نزع سلاح حزب الله: شرط اميركي ليس جديداً لكن نواباً في الكونغرس الأميركي كشفوا عنه في ظل تستر ادارة البيت الأبيض الأميركي عنه.
ففيما دوائر القصر الجمهوري في بعبدا منشغلة بالتحضير للزيارة المرتقبة للرئيس ميشال سليمان الى الولايات المتّحدة، كانت وزارة الخارجية الأميركية تتسلّم رسالة من واحد وثلاثين عضواً في الكونغرس الأميركي، جلّ طلبهم استغلال المساعدات الأميركية للجيش اللبناني للضغط على الحكومة اللبنانية لنزع سلاح حزب الله. وان استعان هؤلاء النوّاب لتبرير طلبهم هذا بمطية أن دافع الضرائب الأميركي يستحق أن يرى نتائج ما يدفعه، فإنّ همهم الأكبر كان سلامة أمن اسرائيل.
وفي هذا المجال يقول مسؤول العلاقات الدولية في حزب الله عمار الموسوي : "بماذا سلح الاميركيون الجيش والقوى الامنية حتى هذه اللحظة، لقد اعطونا بضع سيارات والاطارات والاحذية والالبسة، هل هذا هو العتاد الذي يمّكن هذا الجيش الوطني من ان يمتلك القدرات الدفاعية الضرورية لصد أي اعتداء اسرائيلي".
اما كامل وزنة الخبير اللبناني في الشؤون الأميركية فيقول: "امريكا تأتي الى الشرق الاوسط والى اسرائيل فتزودها بالاسلحة وتدربها وترسل 17 سفينة حربية. وفي نفس الوقت الذي يسلحوا فيه اسرائيل يطالبوا بنزع سلاح المقاومة وهذا مستغرب. اذا رجعوا للتاريخ الاميركي والى الصحف الاميركية ومن يقرأ اوباما والكونغرس الاميركي ان هذا التسلح في الوقت الذي لا توجد فيه حرب هو دعوة الى حرب جديدة وخاصة انه في لبنان وبعد العدوان الاسرائيلي في عام 2006 لا يوجد اتفاق هدنة بل هناك وقف اطلاق نار. هم يدعون للحرب عبر تزويد اسرائيل بالاسلحة المتطورة وبالعتاد".
وفيما الحرص الأميركي على أمن اسرائيل أمرٌ لا يخفى على أحد ، وتقديم المساعدة الأميركية لها حتى في المحافل الدولية باتت قصة أشهر من السن على العلم، فإنّ البعض يرى بأنّه حان الوقت لكي يوجّه لبنان صفعة وان معنوية لاسرائيل وذلك في عقر الدار الأميركية أثناء زيارة الرئيس سليمان اليها.
وفي هذا السياق يقول كامل وزنة الخبير اللبناني في الشؤون الأميركية لقناة المنار: "المطلوب اليوم من البرلمان اللبناني ان يوقع عريضة ويضعها مع رئيس الجمهورية يطالب فيها عندما يلتقي واوباما بعدم تسليح اسرائيل لان ذلك يشكل خطراً على السيادة اللبنانية خاصة وان اسرائيل التي خاضت حروب كثيرة والتي تقوم بشكل يومي بمناورات عسكرية بالسلاح الاميركي هذا هو المطلوب".
النائبان الجمهوري مارك ستيفن كيرك والديمقراطي ستيف اسرائيل يقفان وراء هذه الرسالة، وهما كما النوّاب التسعة والعشرين الآخرين معروف دعمهم اللامتناهي لاسرائيل. وفي مقابل حرصهم على أن لا تذهب المساعدات الأميركية البخسة من دون مقابل ثمين تدفعه الحكومة اللبنانية، فانّ لبنان يحتاج لتسجيل موقف وان رمزياً يرفض التدخل في الشؤون اللبنانية على طبق من المساعدات الهزيلة.


وقد دعا واحد وثلاثون نائباً اميركياً معروفون بدعمهم الكبير لاسرائيل، في رسالة بعثوا بها الى وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون دعوا لاستخدام المساعدات الاميركية الى الجيش اللبناني وقوات اليونيفل للضغط على الحكومة اللبنانية والأمم المتحدة من أجل نزع سلاح حزب الله.
واعتبر النواب الأميركيون ومن أبرزهم النائب الجمهوري مارك ستيفن كيرك والنائب الديموقراطي ستيف اسرائيل في رسالتهم، أن مثل هذه المساعدات المالية تعني أن دافع الضرائب الاميركي يستحق أن يرى نتائج ما يدفعه، وبالتالي يتعين على الولايات المتحدة استخدام الموارد الحالية لمواجهة خطر احتمال حصول تصعيد، والسعي إلى دعم اجراءات دولية لنزع سلاح حزب الله والتخلص مما وصفوه بالأسلحة الايرانية في جنوب لبنان.
واتهم موقعو الرسالة حزب الله بأنَّه عميل إرهابي لإيران. كما تبنوا المزاعم حول انفجار مستودع للذخيرة في الجنوب، وما اعلنه جيش العدو بشأن الاستيلاء على السفينة فرانكوب، والقول إنها كانت تحمل أسلحة إلى حزب الله